أثر برس

تداعيات الحرب.. مسؤول في إدارة بايدن يحذّر من عزلة أمريكية

by Athr Press Z

دخلت الحرب في فلسطين يومها الثاني والسبعين من دون أن يتمكن أن طرف دولي من التأثير بقرار حسم هذه الحرب، وسط استمرار الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى جانب الانتهاكات التي تمارسها سلطات الاحتلال على باقي المناطق الفلسطينية وأبرزها الضفة الغربية، إذ فشل مجلس الأمن الدولي تمرير قرار وقف إطلاق النار بسبب (الفيتو) الأمريكي، بينما تشير التقديرات إلى أن ما يجري في فلسطين أثّر في بعض الخطوات الدبلوماسية التي كان يسعى إليها الاحتلال والولايات المتحدة في الشرق الأوسط.

وفي هذا السياق نقلت قناة “الحرة” الأمريكية عن المحلل السياسي الإسرائيلي “يوآف شتيرن” تأكيده أن “هناك ضغطاً دبلوماسياً متزايداً على بلاده، لكن الموقف الأمريكي هو ما يهم الإسرائيليين”، مضيفاً أن “كل تحركات الحلفاء الخارجيين، كانت مطالبات بوقف إطلاق النار، أو بحماية المدنيين، موضحاً أنه “لم نشهد أي خطوات تصعيدية مثل قطع العلاقات أو أي قرارات ضد مصالح الإسرائيليين”.

ومن جهة أخرى لفتت قناة “الحرة” إلى أن “الحرب عرقلت عملية التطبيع بموجب اتفاقات أبراهام عام 2020، التي رعتها الولايات المتحدة وأسفرت عن إقامة علاقات رسمية بين إسرائيل والبحرين والإمارات والمغرب”، مشيرة إلى أن “السعودية التي كانت تفاوض منذ أشهر للانضمام إلى هذه الاتفاقية، علقت المحادثات في منتصف تشرين الأول”.

بدورها ناقشت صحيفة “الشرق الأوسط” في تقرير تحليلي لها مواقف بعض الدول العظمى ومدى فاعليتها، وخصصت بالذكر الجانب الصيني الذي يمتلك علاقات ومصالح مع أطراف عدة في العالم وفي الشرق الأوسط، ومن شأنه أن يكون له تأثير في ما يجري في فلسطين، ولفتت الصحيفة إلى أن “الصين لديها علاقات شراكة مهمة مع كل الدول العربية تقريباً، ومع إسرائيل أيضاً، وهي ترتبط بعلاقات متوازنة نسبياً مع كل أطراف الصراع الراهن، ثمّ كان يمكن النظر إلى بكين بوصفها وسيطاً مقبولاً، وهنا، يقول خبراء إن بكين ربما لم ترغب في استثمار هذه العلاقات حتى الآن، وبذل جهد جدي يظهر مكانتها وحجمها الاقتصادي الهائل، غير أن هناك مراقبين آخرين يرون أن الصين لا تزال لاعباً ثانوياً على ساحة سياسات الشرق الأوسط.

ونقلت “الشرق الأوسط” عن الباحث المتخصص في علاقات الصين والشرق الأوسط جوناثان فولتون، قوله: “الصين ليست فاعلاً جديّاً في هذه القضية، ولا أحد يتوقع أن تُسهم الصين بالحل” على الرغم من ذلك، يرى الخبير أن لدى بكين فرصاً أكبر لتأدية دور وساطة يمكّنها من المحافظة على المصالح الاقتصادية للصين في الشرق الأوسط.

بدوره لفت أحد أبرز الخبراء في مركز “فالداي” والمقرب من الرئاسة الروسية (الكرملين) أندريه كورتونوف، إلى أن موقف الاحتلال الإسرائيلي في الشرق الأوسط تراجع تراجعاً لافتاً بعد هذه الحرب، إذ نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن كورتونوف قوله: “إذا كان الضعف المستمر لدى بعض الأطراف العربية قد أعطى إسرائيل في وقت ما مزايا معينة في مواجهة خصوم فإنه يتحول الآن إلى إحدى مشاكلها الرئيسة”، موضحاً أنه “قد لا تجد القيادة الإسرائيلية في المنطقة، ببساطة، شركاء حوار مسؤولين”، مضيفاً أن “الأزمة الحالية أظهرت بوضوح فشل استراتيجية واشنطن بعيدة المدى، التي كانت تهدف إلى دفع المشكلة الفلسطينية إلى خلف السياسة الإقليمية، والاستعاضة عنها بمهمة خلق جبهة موحدة بين إسرائيل ودول الخليج العربي الرائدة في المواجهة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية”.

الأمر نفسه أكده مسؤول في الإدارة الأمريكية -رفض الكشف عن هويته- إذ علّق على الدعم الأمريكي للاحتلال الإسرائيلي بقوله: “إن التكلفة الدبلوماسية يمكن أن تكون شيئاً غير ملموس، عموماً، تريد من الدول أن تنظر نظرة إيجابية إلى الولايات المتحدة، وأن تكون على استعداد لدعمها، وأن ترغب في التعاون، ولكن عندما يكون الرأي العام في عدد من الدول عدائياً، فإن ذلك يجعل من الصعب كسب الدعم للقضايا التي نهتم بها”، وفق ما نقلته صحيفة”واشنطن بوست” الأمريكية.

وأشار المسوؤل الأمريكي إلى أن واشنطن باتت معرضة إلى “عزلة دولية”، موضحاً أن “العزلة الأكثر وضوحاً تتجلى في المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة، إذ كانت الولايات المتحدة وحدها تقريباً في معارضة قرارات مجلس الأمن التي تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، هذا الأسبوع”.

يشار إلى أن الحرب على قطاع غزة دخلت يومها الثاني والسبعين، وتجاوزت حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع الـ18600 شهيد، بينما تؤكد حركات المقاومة في “سوريا والعراق واليمن ولبنان” أنها ستستمر باستهدافاتها للاحتلال الإسرائيلي وداعميه إلى أن يتم وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 

أثر برس 

اقرأ أيضاً