أثر برس

تداعيات فضيحة محطة الوقود في حلب.. مصادر “أثر”: ضبط 6 صهاريج مهربة لصاحب المحطة نفسها

by Athr Press G

خاص||أثر برس رغم مضي 48 ساعة على فضيحة قيام صاحب إحدى محطات الوقود بسفح مئات آلاف الليترات من المازوت في الأرض الزراعية بريف حلب الشرقي، إلا أن تداعيات تلك الحادثة استمرت بالظهور وتصدّر واجهة المشهد الخدمي الحلبي، سواء من خلال الكشف عن مزيد من التلاعب المتعلق بتلك القضية، أم لناحية التبريرات التي بدأ الترويج لها عبر العديد من صفحات التواصل الاجتماعي.

مدينة حلب، ضجّت بمختلف أوساطها خلال اليومين الماضيين بقضية المحطة المذكورة، خاصة بعد أن شاهد الحلبيون صور الـ 300 ألف ليتر من المازوت المسفوح في الأرض الزراعية، في وقت بات الحصول على ليتر من المازوت لتدفئة أجسادهم المُثقلة بالبطانيات من برد الشتاء، يشكل ضرباً من المستحيلات بفعل ندرة المادة وارتفاع سعرها في السوق السوداء إلى أكثر من 13 ألف ليرة لليتر الواحد.

ويبدو أن ضبط تلك الكازية، فتح العديد من الأبواب على القائمين عليها، فباتوا تحت أنظار لجنة ضبط المحروقات والضابطة الجمركية، التي كثفت دورياتها بعد الحادثة الأولى، وتمكنت وفق ما ورد لـ “أثر” عبر مصادر مطلعة، من ضبط 6 صهاريج خلال الساعات الماضية، مُهرّبة من كازية الشيخ نجار العائدة لصاحب الكازية الأولى نفسها، حيث استبدل القائمون على تلك الكازية المازوت النظامي بآخر من النوع الأسود لتغطية النقص الحاصل وعدم لفت أنظار الرقابة.

وبلغت الكميات المضبوطة من المازوت الأسود في كازية الشيخ نجار، ما يقارب 110 آلاف ليتر من المازوت الأسود، حيث عملت الضابطة الجمركية على مصادر الكميات وتنظيم الضبوط اللازمة.

وبالتوازي مع الأحداث المتلاحقة بذلك الخصوص، رصد “أثر” انتشار تبريرات عبر بعض صفحات التواصل الاجتماعي حول قضية المازوت المسفوح في الأرض الزراعية شرق حلب، حيث قدمت المنشورات على تلك الصفحات، معلومات تتحدث عن أن القضية ليست كما تم الحديث عنها عبر الصفحة الرسمية لوزارة النفط والثروة المعدنية.

التبريرات التي نُشرت على صفحات التواصل، قالت إن الصور الواردة على صفحة الوزارة، تُظهر ماءً ممزوجاً بترسبات بترولية تمتد على الأتربة، وتظهر عليها تشققات ما يدل على أن الصور قديمة، وبأن صور الخزانات الواردة المنشورة على الصفحة، تعود لخزانات المياه في الكازية وليس لخزانات المازوت، فيما برّرت المنشورات صورة الصهريج المتوقف في الساحة المجاورة لحرم الكازية، بأن الأرض مشاع واعتادت السيارات على الوقوف فيها منذ سنوات عدة.

وحملت تلك التبريرات معها جدلاً إضافياً بين الحلبيين، الذين توجهت غالبية منشوراتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، نحو استنكار تلك التبريرات واعتبارها غير منطقية، وفق ما رصده “أثر”، وخاصة أن المعلومات الأساسية المتعلقة بسفح المازوت في الأرض الزراعية، كانت وردت على صفحة رسمية تمثل وزارة النفط، معتبرين أن مثل تلك التبريرات لم تعد تنطلي عليهم بعد ما قاسوه خلال سنوات الحرب.

وتشهد حلب منذ عدة أشهر، العديد من المستجدات والأحداث المتعلقة بـ “مافيات” المحروقات الموجودة في المدينة، حيث شهدت الفترة الماضية سلسلة من المداهمات و”الكبسات” المفاجئة للضابطة العدلية والجمركية ولجان ضبط المحروقات التي وصلت من دمشق، بحق العديد من الكازيات، وترافقت تلك الحملات مع عمليات توقيف طالت العديد من الأشخاص المتورطين بذلك الملف.

يذكر أن مدينة حلب ما تزال تعاني من أزمة خانقة على صعيد المحروقات، وخاصة بالنسبة للمازوت، الذي تتم عملية توزيع مخصصاته المنزلية المدعومة بوتيرة بطيئة للغاية، حيث ما تزال معظم عائلات المدينة تنتظر دورها للحصول على تلك المخصصات، وتقاسي برد الشتاء من دون أي وسائل للتدفئة في ظل شح الكهرباء والغاز، بينما انعكس ذلك الواقع على أسعار مختلف المشتقات النفطية المتوفرة في السوق السوداء، والتي سجلت أسعاراً غير مسبوقة، ليصل سعر ليتر المازوت إلى 13 ألف ليرة، والبنزين إلى 20 ألف ليرة، وأسطوانة الغاز إلى أكثر من 150 ألف ليرة.

اقرأ أيضاً