بات الحديث عن المملكة السعودية وعن كيفية الحصول على أموالها، من أولويات السلطة الأمريكية في كل موسم انتخابي، ولو أن هناك اختلاف بسيط في الخطط، إلا أن الهدف في النهاية غالباً نفسه هو الوصول للسلطة.
وبدا ذلك واضحاً عندما بدأ ترامب حملته الانتخابية قبل سنوات وركش برنامجه الانتخابي بالحديث عن الأموال السعودية التي سيجنيها مقابل حماية الأخيرة والتي وصفها أيضاً بـ”البقرة الحلوب” .
المشهد اليوم يتكرر لكن بإخراج مختلف بالاستناد إلى حقيقة أن هناك أحداث ووقائع جديدة، فتغيرت اللهجة الأمريكية مستغلة الوقائع تلك، حيث رفع المرشح الديمقراطي المحتمل لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن من حدة نبرته تجاه السعودية، مؤكداً على ضرورة معاقبة الرياض على خلفية حرب اليمن واغتيال الصحفي جمال خاشقجي.
بايدن الذي شغل منصب نائب الرئيس السابق باراك أوباما، والسيناتور بيرني ساندرز، القطب البارز بالحزب الديمقراطي، واللذان يعدان الاسمان الأبرز بين قائمة مرشحي الرئاسة الأمريكية، حسب الكثير من استطلاعات الرأي التي تم إجراؤها مؤخراً، اتفقا اليوم في موقفهما المشترك تجاه سياسات القمع السعودية.
وذكر بايدن رداَ على سؤال عن الطريقة التي يتعين على الولايات المتحدة الرد بها على قضية خاشقجي والحرب اليمنية، أنه كان سيمضي في تجميد المساعدات العسكرية إلى الرياض وجعل السعودية دولة منبوذة على الصعيد الدولي حيث قال: “كنت سأوضح بجلاء أننا لا نعتزم في الواقع بيع الأسلحة لهم، وننوي إجبارهم على دفع الثمن ونبذهم.. منذ قتل خاشقجي وتقطيعه، قلت نفس التصريحات بشأن السعودية، وأعتقد أن ذلك تم بأمر من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان”، وذلك خلال مناظرة لمرشحي الحزب الديمقراطي، نقلتها صحيفة “واشنطن فري بيكون” الأمريكية.
كما أكد أنه كان سيلغي جميع الإعانات الأمريكية الممنوحة للسعوديين ومبيعات أي مواد لهم، متهماً الرياض بـ”قتل الأطفال والأبرياء”، ما يحتم “ملاحقتها”.
ويعد موقف بايدن هذا، تحولاً لافتاً عن سياسة باراك أوباما التي كان أحد رموزها، وتحول عن سياسة الحزب الديمقراطي تجاه السعودية قبل وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
كما شكل تصريح بايدن وفق وجهة نظر محللين ومراقبين سياسيين، صدمة للأسرة المالكة والحاكمة في السعودية، لاسيما وأنه المرشح الأبرز على الرئاسة والذي يخشاه حليف السعودية ورئيس أمريكا الحالي دونالد ترامب.
بغض النظر عن خطة الرئيس الأمريكي المقبل تجاه السعودية، فإن المملكة ستكون فريسة الإدارة الأمريكية القادمة وستكون اللقمة السهلة لها، فإن فاز ترامب بالرئاسة سيملأ جيوبه من الخزينة السعودية، وإن فاز بايدن سيعمل على جعلها منبوذة، وفي الحالتين، لن تكون السعودية ناجية.