أكد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنه لا يزال مصر على سحب قوات بلاده من سوريا، وذلك بعد تحقيق عدة أهداف، مشيراً إلى أنه على دول الخليج أن تدفع مبالغ مالية ضخمة للعمليات العسكرية في سوريا إضافة إلى ضرورة إرسال قواتها إلى البلاد.
وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده ترامب من نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عقب إجراء محادثات بينهما في واشنطن، حيث قال: “الدول الخليجية لم تكن غنية لولا حماية الولايات المتحدة، ولا يمكن لنا أن نستمر في دفع التكلفة المرتفعة لتواجدنا العسكري في المنطقة، فقد دفعنا أكثر من 7 تريليونات دولار، ولم نحصل على أي مقابل”، وفي وقت سابق قال ترامب خلال حملته الانتخابية:”إن آل سعود يشكلون البقرة الحلوب لبلاده، ومتى ما جف ضرع هذه البقرة ولم يعد يعطي الدولارات والذهب عند ذلك نأمر بذبحها أو نطلب من غيرنا ذبحها أو نساعد مجموعة أخرى على ذبحها”.
وأعلن الرئيس الأمريكي أن قوات بلاده لن تخرج من سوريا إلا بعدما يضمن أنه ترك أثر قوي وواضح في سوريا، وعبر عن هذا بقوله: “إن بلادنا تريد ترك أثر قوي ودائم في سوريا”.
ومن جهته أكد السيناتور إيغور موروزوف أن “روسيا ترفض بشكل قاطع إرسال قوات قطرية إلى سوريا، وفي حال حصل ذلك فإنه انتهاك لقوانين الأمم المتحدة والقانون الدولي” وفقاً لما ذكرته وكالة “سبوتنيك” الروسية، إذ أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن أمريكا لن تحرج من روسيا وأنها لا تزال تمارس عدة أنشطة على الضفة الشرقية لنهر الفرات، كما أعلن نائبه ميخائيل بوغدانوف عن وجود قنوات اتصال عسكرية مستمرة بين أمريكا وروسيا في سوريا.
وفي وقت سابق شدد ترامب أنه إذا كانت دول الخليج ترغب ببقائنا في سوريا عليها أن تدفع، الأمر الذي اعتبره محللون أمريكييون في صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية بأنه إهانة للجنود الأمريكيين، مشيرين إلى أن كلام ترامب يعني أن هؤلاء الجنود هم عبارة عن مرتزقة يقاتلون مقابل المال فقط.
وخلال المؤتمر الذي عقده ترامب مع نظيره الفرنسي، أكد الأخير أن فرنسا وأمريكا متفقتان حول الملف السوري، حيث قال: ” قررنا زيادة مساهمتنا في القتال مع أمريكا في سوريا”.
ويأتي كلام ترامب متوافقاً مع ما قاله رئيس “الهيئة العليا للمفاوضات” نصر الحريري الذي أكد أن أمريكا لن تخرج من سوريا في الفترة الحالية لأنها لم تحقق أي من أهدافها بعد، وفقاً لما ذكرته وكالة “رويترز”.