أثر برس

ترامب والجبير والحروب العربية.. ماذا بعد؟

by Athr Press Z

بدى التناقض في تصريحات ترامب والجبير إثر لقاءهما الآخير واضحاً لدى العديد من المراقبين، فركز الطرفان على ضرورة محاربة الإرهاب في البلدان العربية وفي الوقت ذاته اتفقا على استئناف الإجراءات المتعلقة بصفقة أسلحة ضخمة تنوي الولايات المتحدة إرسالها إلى اليمن، كانت قد علقتها إدارة أوباما سابقاً لمنع قتل المدنيين.

حيث وصف ترامب هذه الزيارة بالتاريخية، وعقد عليها الطرفان العديد من الآمال لحل السلام في منطقة الشرق الأوسط ومحاربة التكفير والتطرف، وأكد الجبير بعد القمة الثنائية  أن ترامب يحمل سياسة جديدة في المنطقة ستحقق القضاء على الإرهاب وذلك من خلال تصريحه الذي أفاد فيه أن: “زيارة الرئيس الأميركي دونالد  تاريخية بكل المقاييس وفرص نجاح ترامب في التوصل لاتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين جيدة لأنه يتبع نهجا جديداً، كما أنها ستحدث تغييراً في علاقة الولايات المتحدة بالعالم العربي والإسلامي”.

واتفق الطرفان خلال هذه الزيارة على ضرورة التعاون بين البلدين في جميع الجوانب السياسية والثقافية والاقتصادية حيث صرح الجبير أن: “المملكة شريك اقتصادي قوي للولايات المتحدة وأكبر مصدرة للبترول ومن أكبر المستثمرين في العالم، وهذه الزيارة ستعزز الاستثمارات والتجارة في البلدين وسيعمل الطرفان على إيجاد فرص عمل  بينهما”، لتكون صفقة الأسلحة الضخمة المرسلة إلى اليمن أولى خطوات التعاون الاقتصادي بين أمريكا والسعودية.

والملاحظ أن هذه الزيارة ولدت تصريحات افتخارية عديدة للجبير انتشرت في الوسائل الإعلامية كافة، نتيجة اعتبار ترامب أن السعودية هي الحليف الأول لأمريكا في المنطقة، متناسياً التصريحات الذي أدلى بها  الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وكالة الأنباء العالمية “رويترز” حيث قال فيها أن: “بلاده تتكبد خسائر كبيرة في دفاعها عن المملكة العربية السعودية”، دون أن تدافع المملكة عن نفسها بأي تصريح.

والمتابع لجولات ترامب في الشرق الأوسط يجد أن ما قاله ترامب للجبير حول أولوية مكانة المملكة السعودية  بالنسبة لأمريكا ليمتص فيه غضب السعودية “إن وجد” من الكلام الذي نقلته “رويترز”، يجد أنه مكررحيث سبق أن قال الكلام ذاته للرئيس المصري  “عبد الفتاح السيسي” عند زيارته لمصر منذ أسابيع قليلة والتي تمكنت من خلالها القوات الأمريكية من وضع قواعد عسكرية لها في مصر بحجة محاربة الإرهاب في سيناء.

لكن على ما يبدوأن ترامب أغرى الجبير بالتعاون الاقتصادي يين البلدين، وتحريك عجلة صناعاتهما العسكرية، وتوفير وظائف جديدة والحفاظ على أخرى قائمة، إضافة إلى الهدف السياسي الذي ينسجم مع متطلبات الحروب الإقليمية الحالية والقادمة التي تخوضها الحكومة السعودية في اليمن وسوريا، الهادفة إلى التخلص من الوجود الإيراني في سوريا حيث تعتبر إيران قوة منافسة لأمريكا في المنطقة تحول إلى الآن دون تحقيق الحلم الأمريكي في السيطرة على الشرق الأوسط بشكل عام وسوريا بشكل خاص لتأمين الحدود بين إسرائيل وفلسطين المحتلة.

 

 

 

اقرأ أيضاً