في الفترة الأخيرة وقعت تركيا مذكرتي تفاهم مع حكومة الوفاق الوطني الليبي في طرابلس، وتتعلق المذكرة الأولى بين أردوغان والسراج بترسيم الحدود الملاحية في البحر المتوسط، وتتعلق الثانية بإرسال قوات تركية إلى ليبيا إذا طلبت حكومة الوفاق الوطني دعماً عسكرياً، الأمر الذي اعتبره العديد من المحللين على أن تركيا بهذه الخطوة تعمل على إثارة التوتر في منطقة حوض المتوسط، ويتزامن توقيع هاتين المذكرتين مع وجود العديد من الملفات الشائكة المحيطة بتركيا.
وحول هذه الملفات، نشرت صحيفة “الوطن” السورية:
“تركيا أردوغان العضو في الناتو تقيم أوسع العلاقات مع تنظيم داعش ومع تنظيم القاعدة ممثلاً بجبهة النصرة في إدلب .. وأخيراً فإن أردوغان السلطان العثماني الجديد يتأرجح بين مشاكل داخلية وانشقاقات في قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم وتخبط في السياسة الخارجية بأزمات ومواجهات حادة على جبهات متعددة أدت لتدهور سريع في العلاقات مع قوى إقليمية ودولية، كل ذلك يشير إلى بداية النهاية”.
وجاء في “العرب” اللندنية:
“من سورية إلى ليبيا مروراً بالمسألة الكردية وفتح ملف الإبادة الأرمنية في الغرب والرقصة غير المضمونة بين حلف الناتو وروسيا، يصعب على السلطان الجديد التوفيق بين رهاناته والواقع وسيستنتج صعوبة العودة بالتاريخ إلى الوراء”.
أما “رأي اليوم” فنشرت:
“القيادة التركيّة تحاول تأجيل معركة إدلب بكل الوسائل كسباً للوقت، لأنّها منشغلة حالياً على أكثر من جبهة، خاصة جبهة ترسيم الحدود البحرية في المتوسط، والحصول على أكبر قدر ممكن من احتياطات الغاز، الأمر الذي وضعها في مواجهة جبهة عريضة ضدها تضم مصر واليونان وقبرص ومالطا، لكن تصريح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف الذي قال فيه: لم يتم حتى الآن فصل الإرهابيين في إدلب عن باقي الجماعات المسلّحة، غالباً يعكس خطط القيادة الروسية، ولعلّ أقوال بيسكوف هذه تشكل رسالة للشريك التركي، تقول مفرداتها إننا كروس صبرنا كثيراً، وعليكم التّسريع بخطواتِكم وإلا سنستأنف الهجوم لتحقيق هذا الهدف مع الجيش السوري، عليكم تحمل النتائج”.
تركيا بسياساة نظامها فتحت على نفسها في الفترة الأخيرة أبواباً كثيرة التي كان من الواضح أنها بغنى عنها، خصوصاً أنها فتحتها في الوقت الذي تعاني فيه من الكثير من الأزمات والتعقيدات على كافة الأصعدة سواء بما يتعلق بعدوانها في سورية ومشروعها الشائك المسمى بـ”المنطقة الآمنة” وخلافاتها مع حلف “الناتو” والضغوط الروسية عليها بسبب عدم التزامها بالاتفاقات التي وقعتها مع روسيا بخصوص سورية، إضافة إلى أزمات الداخل التركي، وبوجود جميع هذه الأزمات المحيطة بتركيا يتضح أن مستقبل نظامها بات على المحك ولا ينذر إلا بمزيد من الخلافات والمشاكل التي قد تؤثر بشكل عام على منطقة الشرق الأوسط برمتها.