تستمر تركيا بسياسة حجب الحصص المائية عن كل من سوريا والعراق الأمر الذي يُعرّض هذه البلدان إلى خطر الجفاف، خصوصاً بعد فقدان العديد من الروافد المائية نتيجة الحروب والتغيّرات المناخية.
ووفقاً لوكالة “سانا” الرسمية فإن كل من سوريا والعراق اتّهمت الجانب التركي بتخفيض معدل إطلاقات مياه نهري دجلة والفرات، الأمر الذي يؤثّر سلباً على الحصص المائية القادمة إلى كلا البلدين، حيث جاءت هذه الاتهامات خلال اجتماع افتراضي (عن طريق الفيديو) عقده وزيرا الموارد المائية في سوريا والعراق أمس الأربعاء، والذي ناقش فيه الجانبان التحديات التي تتعلّق بالواقع المائي للبلدين “والتأثيرات السلبية للتغيّرات المناخية وتعنّت الجانب التركي فيما يخص تخفيض معدل إطلاقات مياه نهري الفرات ودجلة”.
وشدد وزير الموارد المائية في سوريا، تمام رعد، على ضرورة العمل المشترك وتبادل المعلومات والبيانات والتواصل الفني والعلمي حول المستجدات المائية لما فيه مصلحة كل من العراق وسوريا.
وبدوره، أكد وزير الموارد المائية العراقي، مهدي رشيد الحمداني، على استعداد بلاده من أجل التعاون مع الجانب السوري بهدف إيجاد الحل المشترك للظروف والمعوّقات التي تواجه البلدين والتعاون مع الخبراء السوريين المختصين من أجل إنشاء مركز بحثي ببغداد وإقامة دورات تدريبية للفنّيين السوريين المختصين في مجال المياه الجوفية.
وحول هذه المشكلة نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية تقريراً بعنوان “حروب المياه هي المأساة السورية القادمة” أشارت فيه إلى وجود العديد من الأسباب لما أطلقت عليه “الكارثة الجديدة”، منوهة إلى أن الحرب ليس سوى أحد أسباب أزمة المياه؛ إذ ينعكس مصير الخابور (أحد روافد نهر الفرات) عبر العراق وسوريا، في الأرض التي كانت تُعرف سابقاً باسم بلاد الرافدين،
وأشارت الصحيفة إلى أن سهول نهر الفرات ودجلة وروافدهما التي كانت خصبة في يوم من الأيام ودُمّرت نتيجة الحرب وتغيّر المناخ والسياسات البيئية السيئة.
ونقلت “التايمز” عن منظمة Mercy Corps، قولها: “إن نقص مياه الشرب النظيفة أدى إلى عشرات الآلاف من حالات الإسهال الحاد هذا الصيف، وسُجّلت 7 وفيات جراء الغرق بين من سقطوا في قنوات الري أثناء محاولتهم العثور على المياه”.
وقال مدير مشروع Mercy Corps الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية: “الكثير من مضخّات المياه خارج الخدمة ولا يوجد مصدر موثوق للمياه، وفقد ما يقرب من نصف مليون شخص في المنطقة إمكانية الوصول المنتظم إلى المياه النظيفة” بحسب الصحيفة البريطانية.
وأضافت الصحيفة أنه يُتوقّع حدوث الأسوأ من ذلك، حيث قالت: “هناك مخاوف من أن الطبقة وتشرين، السدّين اللذين يشغّلان محطتي توليد الطاقة الكهرومائية اللتين توفران كل كهرباء شرق سوريا تقريباً، سيُخرجان من الخدمة، ما يتسبّب في انهيار أوسع للبنية التحتية”.
وكانت منظمة Pax قد دعت المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول “عبر الحدود”.