يبدو بأن تركيا تسعى إلى إعادة بلورة الهيكلية العسكرية للفصائل المسلحة في عفرين وريف حلب الشمالي لتشكيل هيكلية عسكرية بصورة موحدة تنفذ أوامرها بدقة قبل البدء بعملياتها العسكرية في شرق الفرات السوري.
فبعد قيام الفصائل المسلحة الموالية لأنقرة خلال اليومين الماضيين بشن “حملة أمنية” عنيفة على فصيل “شهداء الشرقية” الذي حاول الظهور خلال الفترة الأخيرة بشكل مستقل محاولاً عصيان بعض الأوامر التركية، أعلن ما يسمى بـ “الجيش الوطني” الذي يضم معظم الفصائل التي عملت في عمليتي “غصن الزيتون” و”درع الفرات” عن البدء بـ”حملة أمنية” مشابهة لما جرى في مدينة عفرين تستهدف جميع الفصائل المنعزلة والمنغلقة على نفسها شمال مدينة حلب شمالي سوريا، وفق ما نقلت وكالة “سمارت” المعارضة.
وأضاف الناطق الرسمي باسم “الجيش الوطني” يوسف الحمود، “أن تقييم الفصائل التي ستطالها الحملة هي التي ترفض أن تعمل بمهنية مع الجميع”، واصفاً إياهم بالمجموعات “المتمردة”.
بالمقابل تبرر تركيا العمليات الأخيرة بأنها “حملات أمنية ضد الفساد الحاصل في المنطقة” على الرغم من حديث العديد من الناشطين بأن الفصائل التي تقود تلك العملية هي من أكثر الفصائل فساداً في المنطقة إلا أن التزام قادتها بالأوامر التركية يجعلها بعيدة عن الحملة.
وفي سياقٍ منفصل أفاد “المرصد” المعارض بأن السلطات التركية تعمد للإشراف على تشكيل خلايا نائمة تنشط ضمن مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شرق الفرات، حيث تقوم السلطات التركية بإنشاء خلايا بإشراف من مخابراتها، وتشرف على تدريبهم في معسكرات تدريبية سرية ضمن مناطق سيطرة فصائل عملية “درع الفرات” وفي منطقة عفرين وريف حلب الشمالي، حيث تجري عمليات التدريب على التفجيرات والاغتيالات وتنفيذها بشكل دقيق وسريع.
يذكر أن تركيا تعتمد في عملياتها العسكرية التي تشنها في مناطق سورية، على الفصائل المسلحة مبعدةً جنودها عن خطر المعارك بهدف توخي حدوث أي احتجاجات شعبية نتيجة تلك المعارك التي تحدث خارج حدودها.