خاص|| أثر برس تستمر معاناة أهالي الحسكة جراء انقطاع المياه عن المحافظة، ما تسبب باعتماد السكان مصادر مياه غير موثوقة وبالتالي انتشار الأمراض وحالات التسمم بعضهم بين بعض.
وأكد مدير صحة الحسكة الدكتور عيسى خلف، في حديث لـ”أثر برس” أن المركز الطبي المحدث وسط مدينة الحسكة اللؤلؤة استقبل خلال شهر حزيران الجاري 1599 طفلاً 600 منهم يعانون حالات التهاب أمعاء وإسهالات وإقياء.
وأرجع الدكتور خلف أسباب انتشار حالات الالتهابات والإسهال بين الأطفال واليافعين إلى اعتماد غالبية الأهالي مياهاً مجهولة المصدر، وتحديداً في الأحياء والأرياف الواقعة خارج سيطرة دمشق، وذلك نتيجة استمرار تركيا بقطع مياه الشرب عن المحافظة، بإيقاف الضخ من محطة علوك، التي تعد المصدر الوحيد لمياه الشرب في الحسكة، إضافة إلى ارتفاع درجات الحرار بشكل لافت، كما تعود أسباب انتشار هذه الحالات إلى سقاية بعض الخضروات بالمياه الملوثة وغير الصالحة للاستهلاك.
وشدد مدير صحة الحسكة على أهمية مراقبة المياه التي يتم نقلها في الصهاريج وتعقيم الجهات المعنية لها جيداً، مؤكداً ضرورة مراقبة الخزانات المنتشرة في مركز مدينة الحسكة وتنظيفها دورياً.
بدوره، أكد مدير مياه الحسكة المهندس محمد العثمان، في تصريح لـ”أثر برس” أن أهالي مدينة الحسكة يعملون حالياً لتأمين مياه الشرب من محطات التحلية المنتشرة في مركز المدينة والبالغ عددها 20 محطة، ويعاني بعضها انخفاضاً كبيراً في المنسوب وأخرى مهددة بالجفاف نتيجة الاستجرار الزائد وارتفاع عدد الآبار السطحية التي تم حفرها في مركز المدينة لتأمين مياه الاستخدامات المنزلية.
وأكد عدد من الأهالي في حديث لـ”أثر برس” أنهم يشترون المياه من الصهاريج الخاصة وبأسعار تصل إلى 40 ألف ليرة سورية لخزان سعة 5 براميل الذي يسد حاجة العائلة لمدة تقل عن يومين، في ظل ارتفاع درجات الحرارة، أما مياه الشرب، فأكد الأهالي أنهم يعملون لتأمينها من محطات التحلية المنتشرة وسط المدينة.
ودعا الأهالي إلى ضرورة الاهتمام بمحطات التحلية كونها باتت المصدر الوحيد لمياه الشرب بالنسبة لمركز مدينة الحسكة في ظل عدم وجود أي بوادر لإعادة تشغيل محطة علوك، مشددين على ضرورة تكثيف الجهود والتواصل مع الجهات كافة، وتحديداً المنظمات الدولية للضغط على الجانب التركي لإعادة تشغيل محطة علوك، مشيرين إلى أن الأوضاع تهدد بكارثة صحية في حال توقفت محطة تحلية المياه نتيجة انخفاض منسوب الآبار.
وتسيطر القوات التركية منذ تشرين الأول 2019 على محطة علوك وتمنع ضخ المياه إلى الحسكة منذ ما يزيد على العام، ويعاني سكان الحسكة و54 بلدة وقرية يتبعون لها وبتعداد يفوق 1.5 مليون إنسان حرماناً مستمراً من مياه الشرب المعقمة، على اعتبار أن “علوك” هي المصدر الوحيد لمياه الشرب، علماً أن المنظمات المنتشرة في المنطقة بما في ذلك المنظمات الأممية لم تقدم حلولاً جذرية لحرمان هذا التعداد الضخم من المياه.
جوان الحزام- الحسكة