خاص|| أثر برس أفادت مصادر لـ “أثر” في شمال شرق حلب، بأن القوات التركية أنشأت فجر الإثنين، نقطة عسكرية مصغّرة “مفرزة” تحوي عدداً من الجنود ومزودة بأجهزة رصد ومراقبة، على مسافة قريبة من معبر “أبو الزندين” الفاصل بين مناطق الدولة السورية، ومناطق سيطرة أنقرة وفصائلها في منطقة الباب.
وقالت المصادر إن الأتراك منعوا أياً من مسلحي الفصائل المنتشرة في ريف الباب، من المشاركة سواء في إنشاء النقطة، أو الوجود فيها، إذ اقتصر الوجود العسكري داخل النقطة على عناصر من “الجندرما” التركية، دون اتخاذ أي إجراءات أخرى في المعبر.
ويأتي إنشاء النقطة التركية قرب “أبو الزندين”، بعد أقل من يومين على زيارة أجراها وفد عسكري تركي إلى المعبر، لأهداف قالت وسائل إعلام معارضة حينها، أنها متعلقة بالتحضير لإعادة افتتاح المعبر مع الدولة السورية.
ونقلت وسائل الإعلام المعارضة عمّا أسمته مصدراً عسكرياً معارضاً قوله: “في حال افتتاح المعبر فسيكون أول معبر إنساني وتجاري بإشراف روسي- تركي، ما يعني إضعاف شبكات المهربين المنتشرة على طول خط التماس وتسهيل حركة العبور بتكاليف أقل بالنسبة للناس والبضائع”، مضيفاً بأن افتتاح المعبر يصب غالباً في صالح التقارب المفترض بين دمشق وأنقرة.
من جهتها، لم تستبعد مصادر “أثر” افتتاح معبر “أبو الزندين” في المدة القادمة، مؤكدة في الوقت ذاته أن المعبر لا يمتلك الأولوية على صعيد المعابر شمالي سوريا، كون التوجه الحالي منصب في الوقت الراهن نحو معبر “سراقب” بريف إدلب، في حال كانت هناك نية فعلاً لافتتاح معابر بين الدولة السورية ومناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا.
بدورهم، محللون استطلع “أثر” آراءهم، تحدثوا عن احتمالية أن تكون المظاهر الدالة على إعادة افتتاح “أبو الزندين” مجرد لعبة سياسية من أنقرة، لتأكيد وجود مشروع التقارب السوري-التركي، الذي شهد تجاذبات وتصريحات بالجملة من قبل المسؤولين الأتراك وفي مقدمتهم الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان”، بشأن حدوث تقارب سياسي بين دمشق وأنقرة، من شأنه إنهاء الخلاف بين البلدين.
اللافت أن الحديث عن “معبر أبو الزندين” في اليومين الماضيين، ترافق مع تأكيدات بدأت فصائل أنقرة بترويجها عن أن إدارة المعبر من جانب مناطق سيطرتها، ستكون بعهدة فصيل “لواء السلطان مراد” التركماني المتزعم لما يسمى بـ “الفيلق الثاني”، الذي يسيطر أيضاً على معبر “الراعي” الحدودي مع تركيا بريف الباب، ويمتلك حظوة كبيرة لدى الداعم التركي، خاصة بعد تقوية نفوذه أخيراً بزج فصيل “العمشات” التركماني تحت قيادته ضمن تشكيلات “الفيلق الثاني”.
ووصف الصحافي والباحث المختص بالشأن التركي “سركيس قصارجيان” في حديث سابق لـ “أثر”، مسألة الترويج للتقارب السوري-التركي على أنها مجرد “لعبة سياسية من أردوغان لصرفها في الداخل التركي وكسب الأصوات في الانتخابات الرئاسية القادمة”، مستبعداً حدوث ذلك التقارب في الوقت الحالي.
ريف حلب