تزامناً مع تخطي أعداد الإصابات بالكوليرا في سوريا، حاجز الـ1000 إصابة، كشف مدير مشفى المواساة الدكتور عصام الأمين أن إصابات “الكوليرا” جاءت من مناطق خارج سيطرة الدولة السورية.
إذ قال: “مصدر الإصابات الأولى كان شمالي حلب وشرق الفرات، وظهرت إصابات قليلة جداً في بعض المدن السورية، لا تتجاوز عدد الأصابع لأناس انتقلوا من تلك المناطق”، لافتاً إلى أن “المنظومة الصحية تتابع الموضوع بكل جدية، بالتزامن مع حملة توعية ضخمة نجحت في محاصرة المرض قبل استفحاله على الرغم من الحصار المشدد الذي يعانيه البلد”، بحسب صحيفة “تشرين” الرسمية.
وأضاف: “المنظمات التابعة للأمم المتحدة ضخمت الواقع تضخيماً كبيراً فلا يمكن القول إن سوريا دخلت في حالة وباء لأنه لكي يحصل ذلك يجب أن يكون عدد إصابات السكان ما يزيد على واحد في المئة من السكان، هناك زيادة وانتشار ولكن لم نصل إلى المرحلة التي تتحدث عنها الصحة العالمية، فالحالات تعد محدودة الانتشار ومتسطحة التطور”، مشيراً إلى أن 10% من الإصابات بالمرض تكون خطيرة والتي تؤدي إلى ضياع السوائل والشوارد والتجفاف إضافة إلى حالات نادرة تصل إلى الوفاة قد تكون الكوليرا إسهالاً عادياً عرضياً، لذلك فإن علاجها سهل وهو تعويض السوائل والشوارد التي فقدها الجسم.
وتابع د.الأمين: “هناك حالات متركزة بمناطق جغرافية محددة في مناطق شمالي حلب وشرق الفرات، حيث تغيب سلطة الحكومة السورية لمصلحة المجموعات المسلحة والاحتلال الأمريكي، لكنها محدودة ولم تصل إلى مرحلة الوباء، فالمشافي والمراكز الصحية في دمشق في حالة تأهب تام وعلى استعداد تام لاستقبال أي إصابة في حال حدوثها وإجراء الاستقصاءات الطبية والعلاجية المناسبة”.
من جانبه، مدير الأمراض السارية في وزارة الصحة، زهير السهوي لفت إلى وضع خطة من وزارة الصحة بتشكيل لجنة خاصة لأخذ الإجراءات كافة مع جميع الوزارات واعتماد بروتكول علاجي بعد ظهور أول إصابة بحلب بأخذ عينات من إفرازات أشخاص مشتبه بإصابتهم والكشف عن الإصابة بإجراء زرع جرثومي تظهر نتيجته بعد 3 أيام ووفق نتيجة هذا التحليل يتم تأكيد أو نفي الإصابة بدقة.
وعن العدد الكلي للإصابة بالوباء إلى يومنا هذا أكد الدكتور السهوي، أن العدد الكلي للمصابين هو 1100 إصابة، وأكثر الإصابات في محافظة حلب 660 مصاباً وتليها محافظة دير الزور 194 بالوباء، ثم الرقة 48 واللاذقية 46، والسويداء 24 ودمشق 14 وحمص 11 وحماة 11 وريف دمشق 6 وريف حماة 6 ودرعا 5 إصابات وطرطوس 4 إصابات ومحافظة القنيطرة أقل الإصابات وهي حالة واحدة فقط، بحسب “تسرين” الرسمية.
وبالنسبة لعدد الوفيات، أوضح السهوي أن هناك 46 مصاباً توفوا بالكوليرا بسبب التأخر بالمشورة الطبية، وتوزعت الوفيات ما بين: حلب 39، الحسكة 4 ودير الزور 2 ودمشق 1 وهي لطفل من دير الزور تم تشخيص الحالة بمحافظته ونقل إلى دمشق.
وأضاف: “يعد الكوليرا مرضاً خطيراً إذا لم يتم اكتشافه مبكراً وتقديم العلاج المناسب، إذ يصل معدل أمانة الحياة لـ5% من دون علاج مناسب، وينخفض لأقل من 0.5% عند تقديم العلاج المناسب، وبعد مرور 15 عاماً من تفشي الكوليرا الأخير كان لا بدّ من نشر الوعي وتسليط الضوء على كيفية انتشار المرض وطرق علاجه”.