خاص || أثر برس أكدت مصادر محلية في محافظتي طرطوس واللاذقية وجود تلوّث ببقع زيتية في مجرى نهر السن في قرية القلوع الواقعة عند الحدود الإدارية بين المحافظتين، والتي شوهد فيها أيضاً نفوق عدد كبير من الأسماك والكائنات الحية الأخرى، عازية السبب وراء ذلك إلى تسرب مياه معاصر الزيتون إلى مجرى النهر.
وحسب المصادر، فان أساس التلوّث الحاصل هو تحويل مياه معاصر الزيتون الموجودة في قرى قرفيص، البرجان، العقيبة، إلى مياه الصرف الصحي التي تصل إلى نهر أبو بعرة، وهو رافد لنهر السن.
مدير الموارد المائية في محافظة طرطوس المهندس عيسى حمدان أكد لـ”أثر” أنه بعد التواصل مع المعنيين في محافظة اللاذقية بينوا أن التلوث خارج منطقة الضخ لمياه الشرب كونها تقع تحتها غرباً، و بالتالي مياه الشرب آمنة لأهالي محافظتي طرطوس واللاذقية.
وبين حمدان أن الجهات المعنية في اللاذقية قيد معالجة المنطقة الملوثة كونها ضمن حدودها الإدارية.
إلى محافظة اللاذقية، تم تنفيذ جولة ميدانية على موقع محطة المعالجة التابع لبلدية البرجان والواقعة على نهاية المحور الإقليمي للصرف الصحي (تل حويري – القطيلبية – البرجان) غير الموضوعة بالاستثمار حتى تاريخه، وذلك بحضور مديري الموارد المائية والشركة العامة للصرف الصحي والخدمات الفنية والهيئة العامة للثروة السمكية والأحياء المائية، إضافة الى الفنيين المعنيين بالموضوع في هذه الجهات .
وأوضح مصدر في محافظة اللاذقية لـ”أثر” أن السبب وراء عدم استثمار محطة المعالجة التابعة لبلدية البرجان حتى تاريخه هو تعذر توريد التجهيزات الكهربائية والميكانيكية بسبب العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، الأمر الذي أبقى تصريف مياه الصرف الصحي المفترض إدخالها إلى محطة المعالجة يتم بشكل مباشر إلى نهر أبو بعرة الموجود بالقرب من موقع محطة المعالجة.
ووفق الكشف المبدئي، حسب المصدر، تبين أن المياه التي يتم تصريفها إلى نهر أبو بعرة مختلطة من صرف صحي ومياه جفت ناتج عن المعاصر، وقد تم أخذ عينات لإجراء الاختبارات اللازمة عليها والتأكد من ذلك، علماً أن مصب الصرف الصحي دائم أما مياه الجفت موسمية.
وأشار المصدر إلى تكليف اللجنة المختصة بالكشف على المعاصر بالمباشرة فوراً بجولاتها للتأكد من تقيد معاصر الزيتون في المنطقة بمواعيد الافتتاح المحددة للمعاصر في المنطقة، والتأكد من التزامها بالإجراءات والاشتراطات الفنية المتبعة والضرورية للتخلص من مياه الجفت وذلك من خلال إقامة أحواض كتيمة والترحيل من قبل صاحب العلاقة بإشراف الوحدة الإدارية، كما تقرر تكليف مديرية الموارد المائية بتعزيل المصب النهري المشترك لنهري السن وأبو بعرة خلال عشرة أيام من تاريخه.
من جهته، بيّن مدير الموارد المائية في اللاذقية المهندس فراس حيدر لـ”أثر” أنه مع متابعة مجرى نهر أبو بعرة حتى نقطة التقائه بنهر السن، التي تبعد أكثر من 2 كم و بمنسوب أخفض منه، تم أخذ عينات إضافية لتحليلها، وأضاف: بمتابعة المسار إلى المصب النهري المشترك لنهري السن وأبو بعرة لوحظ ارتفاع تركيز الملوثات في هذه المنطقة.
وأكد حيدر أنه لا يوجد أي تأثير للتلوث المذكور على استثمار مياه النبع لغاية الشرب، كما لم تشاهد أي أسماك أو أحياء مائية أخرى نافقة بتاريخ الكشف سواء في مناطق تركز الملوثات أو في غيرها، ولكن بناء على إفادة الأهالي والفنيين في مركز أبحاث السن فإنه تمت ملاحظة وجودها بكميات محدودة في اليوم السابق للجولة.