انتهى اجتماع مجلس التعاون الخليجي صباح أمس السبت، دون أن يفضي عنه أي قرارات حاسمة بالملف السوري، سوى الحديث عن ضرورة عودة دمشق إلى محيطها العربي.
وعقب انتهاء اجتماع مجلس التعاون الخليجي أبدت بعض الدول موقفها حيال الملف السوري، حيث أكد وزير الخارجية الكويتي سالم الجابر الصباح، أن بلاده لن تخرج عن الإجماع والتوافق العربي بشأن حل الأزمة السورية، مشدداً على أهمية أن تسير هذه العملية وفق الأسس والأطر السليمة واحترام قرارات جامعة الدول العربية، بما في ذلك أن تتخذ دمشق “خطوات حقيقية وملموسة نحو إجراءات بناء الثقة”، وكذلك قطر التي تعتبر في طليعة الدول الرافضة للتقارب العربي مع سوريا، أصدرت خارجيتها بياناً أكدت خلاله على أهمية تبادل وجهات النظر للتوصل إلى حل نهائي للأزمة السورية.
فيما أعاد الأردن طرح مبادرته، وأكدت الخارجية الأردنية أن “الوزير أيمن الصفدي استعرض في الاجتماع المبادرة الأردنية القائمة على انخراط عربي – سوري مباشر، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يحفظ وحدة سوريا وتماسكها وسيادتها، ويعيد لها أمنها واستقرارها ودورها، ويهيئ ظروف العودة الطوعية للاجئين، ويخلصها من الإرهاب”.
جميع هذه المواقف لم توضح حقيقة ما جرى في الاجتماع، إلى أنه ثمّة تسريبات أوضحت إلى حد ما الوجهة التي تتجه إليها الأحداث، حيث نقلت صحيفة “العرب” عن مصادر مطلعة تأكيدها على أن “هناك توافقاً ضمنياً هو الذي طغى على أجواء الاجتماع ويرى بأن عودة العلاقات بين العواصم العربية ودمشق يعد أمراً سياديّاً لكل منها، وهي مفيدة لأسباب إنسانية وسياسية لأنها تفتح أبواباً لدمشق لإعادة التكيف مع بيئة العلاقات العربية، وتوفر مداخل لتسوية سياسية للأزمة”.
أما بخصوص عودة دمشق إلى الجامعة العربية، أفادت المصادر بأن “الحوارات الجانبية التي أجراها بعض الوزراء، قالت إنه من غير المعقول أن تعود دمشق إلى الجامعة العربية من قبل أن يعود الملايين من اللاجئين السوريين إلى بلدهم لتبقى البلدان التي تستضيفهم هي التي تتحمل العبء” مضيفة أنه “على هذا الأساس فإن الاجتماع التشاوري انتهى إلى ما يشبه القول إنه لا عودة لدمشق إلى الجامعة العربية، ولكن لا عودة عن استئناف العلاقات الثنائية معها في آن واحد”.
وكذلك نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصدر ديبلوماسي عربي، تأكيده على أن “قرار قبول عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية ما زال ينضج”، مشيراً إلى أجواء “إيجابية” تسود المشاورات الحالية بين عدة جهات عربية فاعلة.
يشار إلى أن دمشق تؤكد باستمرار أنه لا يعنيها في هذه المرحلة ملف العودة إلى الجامعة العربية، وأن المهم لديها في هذه المرحلة هو فتح علاقات ثنائية مع كل دولة على حدى، الأمر الذي بات يشهد مؤخراً تطورات لافتة، كان أبرزها الزيارة التي قام بها وزير الخارجية فيصل المقداد، إلى العاصمة السعودية الرياض.