أثر برس

تسويق خجول للحمضيات في طرطوس رغم بدء التصدير إلى العراق

by Athr Press G

خاص|| أثر برس دخل موسم الحمضيات في الساحل السوري مرحلة ذروة الإنتاج، فيما لا يزال التسويق يشكو التعثّر في سيناريو سنوي يعيد إنتاج نفسه مع كل موسم، في ظل غياب آلية فاعلة على الأرض لتسويق الإنتاج البالغ في طرطوس 175 ألف طن، حسب تقديرات مديرية الزراعة.

رغم بدء السورية للتجارة بتسويق الحمضيات من بساتين المزارعين والدخول على خط التصدير إلى العراق، ورغم قيام المصدرين بتسويق المادة لأسواق الخليج والعراق، إلا أن التسويق لا يزال ينوء بوفرة الإنتاج الذي لا يزال عصيّاً على التسويق الجيد الذي يتطلع إليه المزارع الذي يحبس أنفاسه خوفاً من تكدّس المحصول بانتظار فرج التسويق.

استجرار خجول.. وأسعار دون التكلفة:

مزارعون في ريف طرطوس اشتكوا لـ”أثر” من عدم تناسب الأسعار مع تكاليف الإنتاج، وهي معاناة تتجدد سنوياً، وفي كل عام يتوقعون بأن العام القادم سيكون أفضل، لكن من دون جدوى، مشيرين إلى التكاليف المادية التي يتكبّدها المزارع من سماد، أدوية، المازوت اللازم لأغراض الري، مبيدات، اللازمة للوصول إلى مرحلة الإنتاج، ثم التكاليف اللازمة لجني المحصول وتسويقه، مدللين بارتفاع أسعار العبوات التي وصل سعرها إلى 5000 ل.س، وأجور النقل التي باتت تثقل كاهل المزارع، فإيجار السيارة وصل إلى 100 ألف ل.س للوصول بالمنتج إلى سوق الهال، ناهيك عن تحكم تاجر الجملة بالسعر، وحجته جاهزة وهي العرض والطلب التي تحول دون حصول المزارع على سعر مناسب لجهده طوال العام والتكاليف المادية التي تكبدها في تكاليف الإنتاج والجني وإيصال المحصول لسوق الهال.

وأضاف المزارعون: لا نستطيع أن ننتظر السورية للتجارة لتستجر المحصول منا، فالمؤسسة لها استطاعة معينة ولا يمكنها استجرار كافة المحصول، ناهيك عن التأخر بعملية الاستجرار التي قد تعرض المنتج للتلف، مستندين في ذلك إلى تجارب السنوات الماضية، إذ لم تستجر السورية للتجارة سوى جزء من الإنتاج.

وحول تحوّل المزارعين لزراعات أخرى نتيجة تعثر التسويق في كل عام، أكد المزارعون أن مزارعين كثر قلعوا بساتين الحمضيات وتوجهوا لزراعات أخرى كالزيتون والاستوائية، لكن الأغلبية لا يزالون يحافظون على زراعة الحمضيات التي تعتبر أساسية في الساحل ولا غنى عنها، ناهيك عن أن أغلبية المزارعين ليس لديهم الإمكانيات المادية لاستبدال بساتينهم بزراعات أخرى ما يضطرهم للبقاء على إنتاج الحمضيات.

تكاليف الإنتاج تذهب بنصف المحصول:

بدوره، أكد رئيس اتحاد فلاحي طرطوس فؤاد علوش لـ”أثر” أن تكلفة إنتاج الحمضيات مرتفعة، والأسعار التي يبيع فيها المزارع محصوله في سوق الهال لا تتناسب مع تكاليف الإنتاج ولا تؤمّن هامش ربح جيد للمزارع، مدللاً بارتفاع سعر عبوة المبيدات إلى 5000 ل.س، وارتفاع أجور النقل والسماد، مشيراً إلى أن نصف الإنتاج يذهب لتكاليف العبوات والنقل نقل والسماد وغيرها من مستلزمات الإنتاج.

وإذ بيّن علوش بأن أقل كلفة إنتاج كيلو حمضيات تبلغ 2000 ل.س، فإنه أشار إلى أن كيلو نوع “أبو صرة” يباع اليوم في سوق الهال بين 1500-2000 ل.س، “كلمنتينا طرابلسية” بين 2000-2700 ل.س، “كلمنتينا هجين” بين 1500-2000 ل.س، ساستوما بين 1500-2200 ل.س، لافتاً إلى أن الأسعار تحدد في سوق الهال بناء على العرض والطلب.

وعزا علوش ارتفاع سعر الكلمنتينا مقابل أبو صرة، إلى الطلب المتزايد حالياً على شراء الكلمنتينا، في هذه الفترة، فيما سترتفع أسعار أبو صرة خلال الفترة القادمة.

وحول استجرار السورية للتجارة للمحصول، قال علوش: لا تستطيع أن تستجر المادة وترميها، وإنما تستجر وفق إمكانياتها لتبيع داخل صالاتها، وتسوّق إلى الأسواق الداخلية، بالإضافة إلى قيامها بالتصدير إلى العراق، مضيفاً: “الإمكانيات لدى السورية للتجارة ضعيفة، والاستجرار بكميات ضئيلة”.

وأكد علوش أن المزارع إن باع محصوله بربح أو بخسارة، فإنه متمسك بأرضه وبزراعته، إذ أنه حتى لو خسر فإنه سيواصل الزراعة لأنها مصدر رزقه حتى لو حصل على جزء بسيط من تعبه.

من جهته، بيّن مصدر في محافظة طرطوس لـ”أثر” أن التسويق بدأ منذ بداية الشهر الحالي إلى أسواق دول مجاورة كالخليج والعراق، في الوقت الذي بدأت مؤسسة السورية للتجارة بتصدير الحمضيات المسوّقة من المزارعين إلى العراق.

صفاء علي – طرطوس

اقرأ أيضاً