حذّر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي من ازدياد معاناة اللاجئين السوريين بالمملكة في الشهر المقبل؛ بسبب إيقاف مساعدات برنامج الأغذية العالمي “WFP” التابع للأمم المتحدة، على حين أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أهمية منع المهاجرين السوريين من دخول تركيا وخصوصاً من شمال غربي سوريا.
وقال الصفدي في سلسلة تغريدات عبر حسابه الرسمي في “تويتر“ اليوم، إنّه “بحلول 1 آب، سيقطع برنامج الأغذية العالمي الدعم الحيوي للاجئين السوريين في الأردن”، لافتاً إلى أنّ “وكالات الأمم المتحدة الأخرى وبعض المانحين يفعلون الشيء نفسه، ولن نكون قادرين على سد الفجوة، وسيعاني اللاجئون”.
وفيما يتعلّق بالخطوات الأردنية بعد هذا القرار، قال الصفدي: “سنتشاور مع البلدان المضيفة الإقليمية لعقد اجتماع لتطوير استجابة مشتركة لانخفاض الدعم للاجئين السوريين، يتضمن (WFP) والآخرين، وتدابير التخفيف من تأثيره”.
ويُلبّي برنامج الأغذية العالمي الاحتياجات الغذائية الأساسية لنحو 500 ألف لاجئ سوري في الأردن من خلال المساعدات النقدية، وهذا يشمل السوريين الذين يعيشون في المخيمات وداخل المجتمعات المحلية.
من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أهمية منع المهاجرين من دخول تركيا، ونقل من يقبض عليهم إلى ملاجئ أو منازل للمهاجرين، مع ضرورة حصر هذا العمل بأسلوب أكبر، ومنع الهجرة من أماكنها، وخصوصاً من شمال غربي سوريا، لافتاً في الوقت نفسه إلى العمل لعودة اللاجئين السوريين الطوعية، وفقاً لما نقلته صحيفة “يني شفق” التركية.
ودعا الرئيس التركي، على متن طائرة العودة من “ليتوانيا”، بعد المشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى “ضرورة عدم الخلط بين المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين في تركيا، مؤكداً أن المواطنين الأتراك سيشعرون بالتغييرات الواضحة في قضية المهاجرين غير الشرعيين في وقت قصير”.
وتسعى تركيا منذ أيار 2022 للدفع بمشروع “العودة الطوعية” للاجئين السوريين إلى سوريا، بعد تصريحات أطلقها الرئيس التركي، تضمنت حديثاً عن إقامة منازل وتأمين مأوى وسبل حياة في المناطق التي يعود إليها اللاجئون شمال غربي سوريا.
وفي 24 من أيار الفائت، كشف وزير الدفاع التركي السابق خلوصي آكار، عن 3.3 مليون محاولة عبور “غير قانوني” من سوريا إلى تركيا، وفق بيان وزارة الدفاع التركية.
اللاجئون السوريون: ملف أردني- تركي مشترك
توجّه وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إلى تركيا في 4 من تموز الجاري، بعد زيارة قام بها إلى دمشق التقى خلالها الرئيس بشار الأسد، ووزير الخارجية فيصل المقداد.
وأجرى الوزير الصفدي مؤتمراً صحفياً مع نظيره التركي هاكان فيدان في العاصمة التركية أنقرة عقب الاجتماع، أشار فيه الوزيران إلى “أنهما قررا ضرورة العمل المشترك بينهما لحل قضية اللاجئين السوريين، حيث تستضيف بلادهم أكبر عدد من اللاجئين”.
ويعدّ ملف اللاجئين السوريين من أبرز الملفات التي تجمع الجانبين الأردني والتركي، وفي سياق ذلك، أكد الصفدي في المؤتمر الصحفي أن “بوصفنا دولتين من أكبر الدول استضافة للاجئين السوريين معنيون في تحقيق تقدم في معالجة ملف اللجوء، ومتفقان على أن مستقبل اللاجئين في بلدهم” مشدداً على ضرورة وجود “جهد دولي حقيقي لتشجيع عودتهم والاستثمار في البيئة السياسية والأمنية والحياتية التي تتيح العودة الطوعية للاجئين، ونحذر من تراجع الدعم الدولي للاجئين للدول المستضيفة” مشيراً إلى أنه “لا بد من أن يتحمل المجتمع الدولي كاملة مسؤولية توفير العيش الكريم للاجئين”.
وذكّر الصفدي، بالمقترح الأردني المتعلق بإنشاء صندوق دولي لتأهيل البنية التي تسمح بالعودة الطوعية للاجئين السوريين، موضحاً أنه ناقش هذا المقترح مع نظيره التركي وقال: “سنستمر في البحث في السبل التي تنتج آلية عمل مؤسساتية للعمل من أجل ضمان استمرار تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء اللاجئين والعمل من أجل تأهيل الظروف السياسية والحياتية التي تهيئ العودة الطوعية للاجئين”.
يشار إلى أن تركيا تستضيف ما يزيد عن 3 ملايين لاجئ سوري، في حين يوجد في الأردن نحو 1.3 مليون لاجئ سوري، نصفهم مسجلون بصفة “لاجئ” لدى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، في حين 750 ألفاً منهم غير مسجلين لدى المفوضية، وفق بيانات وزارة الداخلية الأردنية.
أثر برس