خاص|| أثر برس كشف رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الأحذية والجلديات نضال السحيل في تصريح لـ”أثر” عن سبب ارتفاع أسعار الجلديات في الأسواق.
وأوضح السحيل لـ “أثر” أن أسعار الأحذية والحقائب لم تسلم من الارتفاع نظراً لغلاء المواد الداخلة في صناعتها من جلود وإكسسوارات، لافتاً إلى أنها (مواد مستوردة) تخضع لسعر الصرف إضافة إلى العقبات التي تواجهها مثل النقل وارتفاع الجمارك وغير ذلك.
وقال السحيل: “أسعار الحقائب مثلاً ارتفعت بنسبة 100%، فأي جزدان كان يباع بسعر 100 ألف أصبح سعره يتجاوز 200 ألف ل.س”.
وبيّن رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الأحذية والجلديات أنهم يصنعون نوعيات تتراوح بين حذاء عالي الجودة ويكون مصنوع من الجلد الطبيعي الخالص؛ والنخب الأول كذلك يصنع من الجلد الطبيعي أما النخبين الثاني والثالث فيصنعان من الجلد الصناعي؛ مشيراً إلى أنهم يقومون بتصنيف الأحذية لنخب نظراً لعدم قدرة الجميع على شراء نوعيات عالية الجودة ومن النخب الأول، فلكل موديل سعره.
وفيما يخص ارتفاع تكاليف صباغة الجلد، قال السحيل: “صباغة الجلد بالأساس هي كلمة مشتقة من الدباغة وحرفة الدباغة تعاني من بعض المعوقات منها ارتفاع أسعار المواد الأولية الخاصة بها لأنها بالمطلق مواد مستوردة، إضافة إلى ذلك فهناك مواد تدخل في صناعتها ويمنع استيرادها مثل (مادة الرصاص) التي توقف استيرادها كي لا تستخدم لأغراض أخرى؛ إضافة لارتفاع الجمارك وتمويل المنصة التي تعتبر عائقاً أمام الاستيراد؛ فعملية التمويل عبر المنصة ترفع سعر أي مادة 50%؛ هذه كلها عقبات تواجه الحرفيين فضلاً عن الارتفاع المستمر للمشتقات النفطية وحوامل الطاقة وانعدام الكهرباء كل ذلك يجعل الحرفيين يعتمدون على موارد أخرى كالمولدات والأمبيرات وذلك يرفع سعر المنتج”.
وعن توفر الجلد الطبيعي في سوريا، قال رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الأحذية والجلديات لـ “أثر”: “الجلد الطبيعي موجود في البلد ومتوفر ومصدره البلدي الذي يؤخذ بعد ذبح الحيوانات مباشرة حيث تتم عملية دباغته وتنظيفه وتعقيمه وهناك حالة أخرى يتم من خلالها استيراد الجلد الخام ونستكمل تصنيعه في البلد”.
وختم رئيس الجمعية الحرفية لصناعة الأحذية والجلديات نضال السحيل كلامه قائلاً لـ “أثر”: “قبل الحرب كنا نصدر (أحذية وحقائب) لعدد لا يحصى من البلدان التي كانت تعتمد على المنتج السوري بشكل رئيسي في أسواقها مثل لبنان والأردن والعراق، أما اليوم نواجه صعوبة في التصدير بسبب ارتفاع أسعار المنتج مما أفقدنا القدرة على المنافسة مع الأسواق المجاورة وأصبح منتجنا أغلى سعراً من المنتج التركي نظراً لغلاء المواد الأولية وحوامل الطاقة الأمر الذي أفقدنا عامل المنافسة الذي كنا نتمتع به”.
تجدر الإشارة إلى أن أسعار الألبسة الشتوية شهدت مؤخراً ارتفاعاً ملحوظاً، ليصل سعر المعطف الشتوي ذي النوعية الجيدة نوعاً ما إلى نصف مليون ل.س.
ونهاية العام الفائت، رصدت مراسلة “أثر” أسعار الملابس الشتوية في أسواق دمشق وريفها، فتبين أن المعطف الشتوي (الصوف) يبدأ سعره من 250 ألف، والكتّان 260 ألف، ويزداد بحسب النوع فمثلاً الجاكيت الجلد سعره 540 ألف، بينما وصل سعر الكنزة الشتوية (فليس فرو) 230 ألف ل.س، علماً أن الأسعار تختلف من محال إلى آخر وبحسب المنطقة.
وأوضح بعض أصحاب محال الألبسة الشتوية لـ”أثر” حينها أن ارتفاع أسعار الملابس يرجع لعدة أسباب أهمها ارتفاع سعر الدولار وتبدل الأوضاع الاقتصادية، بالإضافة إلى أن العديد من المصاريف ازدادت عليهم مثل (أجرة المحل، رواتب الموظفين) مضيفين أن “الكثير من المحال ازداد أجارها أربعة أضعاف أما بالنسبة لموضوع البضائع المخزنة فلا يستطيعون بيعها بسعر منخفض لأن خسارتهم ستكون حتمية”.
كما، أكد الصناعي عاطف طيفور لـ”أثر” في وقت سابق، أن أسعار الملابس الشتوية ازدادت مئة بالمئة والسبب يعود لارتفاع تكاليف الألبسة حيث أن المواد الأولية القماش والخيوط هي مستوردة، أما بالنسبة لمشكلة المحروقات فبرأيه ليس لدى المعامل هذه التكاليف نظراً لوجودها بمنطقة صناعية وتعتمد على الكهرباء النظامية، ولكن يؤخذ بعين الاعتبار تكاليف الإنتاج واليد العاملة وأجور النقل.
دينا عبد