نشر معهد “نيولاينز” الأمريكي للدراسات تقريراً أشار من خلاله إلى أن الضغوط التي تمارسها تركيا شمال شرقي سوريا، تسببت بظهور تغيرات أكثر دقة في موازين القوى في تلك المنطقة سواء شنت تركيا عملية عسكرية أم لم تشنها.
وأشار التقرير الأمريكي إلى أنه في هذه المرحلة تمتنع الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديم دعم عسكري مباشر ضد تركيا، ما تسبب بتحوّل قيادة “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” إلى شركاء آخرين لدعم مواقعها على طول الخطوط الأمامية، لافتاً إلى أن “قسد” باتت على تعاون عسكري وثيق مع الدولة السورية وحلفائها الروس والإيرانيين، مشدداً على أن “هذا التعاون بين قسد والدولة السورية سيكون له تأثيرات زلزالية، بالنظر إلى هدف دمشق الطويل الأمد المتمثل في إجبار القوات الأمريكية وقوات التحالف على الخروج من سوريا وإعادة المنطقة إلى السيطرة الكاملة للحكومة المركزية”.
تقرير معهد “نيولاينز” الأمريكي لفت إلى أن توجه “قسد” للبحث عن شركاء جدد جاء بعد الصمت الأمريكي على الهجمات التركية الأخيرة التي استهدفت مواقع لـ “قسد” شمال شرقي سوريا، مشيراً إلى أن هذا الصمت الأمريكي هو ما دفع القائد العام لـ “قسد” مظلوم عبدي، للإعلان عن استعدادهم للتنسيق مع الدولة السورية لصد الاعتداءات التركية، مشيراً إلى أنه بالتزامن مع هذا التصريح نقل الجيش السوري وحلفاؤه تعزيزات عسكرية إلى مناطق شمال شرقي سوريا.
وفي هذا السياق، أكد التقرير الأمريكي أن الاعتماد على الدولة السورية أمنياً في مناطق شرقي سوريا يعني أنه الدولة السورية ستملك قدرة أكبر للضغط على “قسد” بتقديم تنازلات سياسية وبدعم من موسكو، مشيراً إلى أن واشنطن لن تكون لديها قدرة على الحد من هذه الضغوط، منوّهاً إلى إجراءات يمكن أن تتخذها الولايات المتحدة للحد من هذا التنسيق بين سوريا و”قسد”، وذلك من خلال العمل على اتخاذ خطوات ديبلوماسية لوقف التصعيد التركي.
يذكر أن “قسد” أكدت سابقاً تلقيها تهديداً أمريكياً بخصوص التقرب من الحكومة السورية، حيث نقلت وكالة “باسنيوز” الكردية في منتصف تموز الفائت عن رئيس ممثلية “المجلس الوطني” في إقليم كردستان العراق كاوا أزيزي، قوله: “إن الولايات المتحدة الأمريكية، حذّرت قسد من تقربها من الدولة السورية وحليفتها إيران”، لافتاً إلى أن واشنطن حذّرت في حال استمر هذا التقرب سيكون لها موقف آخر.