أصدرت منظمة “الفاو” وغيرها من المنظمات الأممية تقريراً بعنوان “حالة الأمن الغذائي والتغذية في العالم 2021” أشار إلى تراجع الأمن الغذائي في العالم بشكل عام وفي سوريا واليمن والسودان بشكل خاص، متحدثاً عن أبرز الأسباب التي أوصلت هذه البلدان إلى هذا الحد.
وبحسب التقرير الصادر عن المنظمات الحقوقية فإن شخص واحد من أصل 5 أشخاص (21% من السكان) يعاني من الجوع المزمن في أفريقيا عام 2020؛ أي أكثر من ضعف النسبة المسجلة في أي إقليم آخر، بزيادة تقارب 3 نقاط مئوية عن السنة التي سبقتها، وتليها كل من أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي (9.1 %) وآسيا (9 %) اللتين شهدتا زيادة قدرها 2 و1.1 % على التوالي بين عامي 2019 و2020.
ووفقاً للتقرير، جرى خلال سنة 2020 تصنيف 155 مليون شخص في 55 دولة ضمن مرحلة الأزمة الغذائية، أو المراحل الأسوأ (الطوارئ والمجاعة)، التي تعاني فيها الأسر من فجوات غذائية وسوء تغذية حاد، أو تكون معرضة لذلك نتيجة استنفادها للممتلكات بشكل متسارع.
وللموازنة، كان التقرير العالمي حول الأزمات الغذائية الصادر عام 2016 قد صُنّف 14.1 مليون شخص في اليمن، و9.4 مليون شخص في سوريا، و3.5 مليون شخص في السودان، ضمن مرحلة الأزمة الغذائية أو المراحل الأسوأ. وتعكس هذه الأرقام الحالة المقلقة لأعداد الجياع في هذه البلدان نتيجة النزاعات الداخلية والأزمات الاقتصادية الناشئة.ومن حيث الانتشار، يصنّف التقرير الحالي 60 % من سكان سوريا ضمن مرحلة الأزمة الغذائية أو المراحل الأسوأ، وتأتي دولة جنوب السودان ثانياً بنسبة 55 %، تليها اليمن وزيمبابوي بنسبة 45 %، ويتوقع التقرير أن تتعمّق الأزمة الغذائية العالمية في 2021 نتيجة النزاعات وجائحة كورونا والأزمات الاقتصادية الواسعة النطاق، مما يستلزم استمرار المساعدات الإنسانية على نطاق كبير.
وفي ظل عدم توفر البيانات الخاصة بسوريا عند إعداد التحديث الأخير للتقرير، تعكس معطيات المساعدات الإنسانية زيادة في أعداد الجياع بمقدار 400 ألف شخص خلال النصف الأول من 2021، وتعزّز حالة الجفاف التي تشهدها البلاد، والقفزات الكبيرة في الأسعار، المخاوف من اتساع الأزمة الغذائية، حيث يواجه المزارعون تحديات في الاستعداد لموسم الزراعة المقبل بسبب نقص السيولة وارتفاع أسعار المدخلات الزراعية والوقود.
إن معاناة نحو 200 مليون شخص من فقدان الأمن الغذائي وسوء التغذية سنة 2021 هو أمر مرجح إلى حدٍ بعيد، كما سيتعذّر على كل شخص من بين 3 أشخاص في العالم الحصول على غذاء كافٍ أو ضمان قوت يومه بشكل منتظم.