لا يزال مسلحو تنظيم “داعش” موجودين داخل سجن الصناعة في الحسكة، حيث تشير تقارير في وسائل إعلام أجنبية أن “قوات سوريا الديمقراطية-قسد” تواجه صعوبة باستعادة السيطرة على السجن بشكل كامل.
حيث نشرت صحيفة “لوموند” الفرنسية تقريراً قالت فيه: “العشرات من عناصر التنظيم لا زالوا يتحصنون في الجناح الشمالي من السجن، بعد يوم من إعلان قوات سوريا الديمقراطية سيطرتها الكاملة على السجن”.
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أن “الأطفال المحتجزين في سجون الحسكة دفعوا ثمن هذا الهجوم المتواصل، حيث تشير آخر الأرقام إلى أن أكبر عدد من القتلى يتمثل في هذه الفئة من المعتقلين الذين تعتبرهم القوات الكردية خطراً على المجتمع”، في الوقت الذي تُعرب فيه منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”، عن قلقها حيال التقارير عن تسجيل وفيات بين الأطفال في سجن الصناعة بالحسكة.
وفي الوقت ذاته أفاد مراسل “أثر” في الحسكة بأنه وسط استمرار وجود مسلحي التنظيم في سجن الصناعة، تنشط “قسد” بحملات المداهمات التي تطال منازل المدنيين، حيث طوّقت حي العزيزية بمدينة الحسكة وشنّت حملة مداهمات وتفتيش بحجة البحث عن معتقلي “داعش” الفارين من سجن الثانوية الصناعية، مشيراً إلى أنها ما زالت تعتقل أكثر من 100 شخص من حي الليلية بمدينة الحسكة منذ يوم الخميس الماضي بعد مداهمة الحي وتفتيش منازل المدنيين.
وأضاف مراسلنا أن ارتفاع عدد المنازل التي دمرتها جرافات قوات “قسد” العسكرية في حيي غويران و الزهور (حوش الباعر) بمدينة الحسكة إلى أكثر من 20 منزلاً بحجة تحصن عدد من معتقلي “داعش” الفارين فيها.
ومن جهتها، سُبق أن نقلت صحيفة “الأخبار” اللبنانية عن مصادر ميدانية تأكيدها على أن المعطيات تؤكّد أن العشرات وربّما المئات من عناصر التنظيم تمكّنوا من الفرار من السجن، وبعضهم وصل إلى ريف دير الزور، مشيرة إلى أن إعلان قسد عن حظر تجوال جزئي في دير الزور يؤكد هذه المعطيات.
وفي إطار متابعة هذا الملف، أفادت صحيفة “الشرق الأوسط” بحث القائم بأعمال مبعوث مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية جون غودفري، ونائب مساعد وزير الخارجية وإيثان غولدريتش، مع القيادة العامة لقوات “قسد” ومجلسها السياسي “مجلس سوريا الديمقراطية-مسد”، آخر التطورات بشأن العصيان المسلح الذي نفذه محتجزو “داعش” في سجون القوات ومشاركة خلايا نشطة موالية للتنظيم في التمرد، حيث أكدا التزام الإدارة الأمريكية بالشراكة مع “قسد” حتى إلحاق الهزيمة النهائية بالتنظيم والقضاء على الخلايا النشطة الموالية في سوريا.
ولليوم الثاني، شنّت طائرات حربية تابعة لـ “التحالف الدولي” بقيادة واشنطن ضربات جوية واستهدفت مبنى سجن الصناعة في حي غويران، وقصفت يوم الجمعة الماضي بغارتين جويتين مواقع محاصرة لا تزال يتحصن فيها مسلحي تنظيم “داعش”، فيما قصفت أمس السبت بضربة جوية مركزة السور الشمالي للسجن بعد تجدد الاشتباكات.
وسُبق أن أعلنت “قسد” عن تمكنها من استعادة السيطرة بشكل كامل على سجن الصناعة بالحسكة، وبعد ساعات على إعلان “قسد”، اشتعلت الاشتباكات داخل السجن مجدداً، نتيجة وجود مسلحين من التنظيم في بعض مهاجع السجن.