خاص|| أثر برس
تعاني أحياء مدينة حلب في الفترة الأخيرة من ارتفاع حاد على صعيد عدد ساعات التقنين الكهربائي، الأمر الذي دفع بأصحاب مولدات “الأمبير”، الوسيلة الثانية للحصول على الكهرباء في حلب، إلى رفع أسعارهم ومضاعفتها في بعض الأحيان في خطوة استغلالية جديدة للمواطنين.
فمنذ دخول فصل الشتاء وموجة البرد القارس التي رافقت دخوله قبل نحو شهر، بدأ عدد ساعات التقنين بالارتفاع تدريجياً بعد فترة طويلة من الاستقرار النسبي الذي عاشته حلب على هذا الصعيد، ليبلغ معدّل التقنين في الفترة الأولى /3/ ساعات انقطاع مقابل /3/ ساعات تغذية، قبل أن يرتفع عدد ساعات الانقطاع ويستقر مؤخراً على /5/ أو /6/ ساعات انقطاع مقابل ساعتي تغذية فقط.
ولم تقتصر معاناة المواطنين مع ارتفاع عدد ساعات التقنين على غياب إحدى وسائل التدفئة التقليدية في منازلهم، التدفئة بالسخانات، بل تجاوزتها إلى مسألة استنزاف المزيد من أموال الأهالي على أيدي أصحاب مولدات الأمبير، والذين سارعوا إلى رفع أجور “الأمبير” الأسبوعي الواحد إلى ما بين /1500/ و/1800/ ليرة سورية، بعد أن كانت لا تتجاوز عتبة الـ /1000/ ليرة خلال فترة الوصول المنتظم للتيار.
وتذرّع أصحاب المولّدات بارتفاع عدد ساعات الانقطاع للكهرباء الحكومية عن أحياء المدينة، وبالتالي ازدياد عدد ساعات تشغيل مولداتهم لتغطية هذا الانقطاع، الأمر الذي استنكره مواطنون خلال حديثهم لـ “أثر برس”، مؤكدين أن ارتفاع التسعيرة غير متناسب أبداً مع ذريعة أصحاب المولدات كون ساعات التغذية الكهربائية بـ “الأمبير” لم تزد لأكثر من ساعة أو ساعتين يومياً في ظل اعتماد أصحاب المولدات مؤخراً على التشغيل في الفترات المسائية فقط دون ساعات النهار.
ومن الجدير ذكره أن الحديث السابق يقتصر فقط على الأحياء الغربية من المدينة التي تصلها التغذية الكهربائية النظامية، دون الأحياء الشرقية التي ما يزال معظمها خارج خارطة التغذية الكهربائية نظراً للأضرار الكبيرة التي كانت تعرضت لها هذه الأحياء خلال فترة الحرب في مدينة حلب نتيجة سيطرة الفصائل المسلحة عليها، حيث يستمر اعتماد أهالي الأحياء الشرقية على “الأمبيرات” التي يتراوح سعر الواحد منها ما بين /1500/ و/1800/ ليرة سورية أسبوعياً، كوسيلة وحيدة للحصول على التيار الكهربائي.
وكانت الشركة العامة لكهرباء محافظة حلب، صرّحت مؤخراً بأن أسباب ارتفاع عدد ساعات التقنين الكهربائي في المدينة، يعود إلى الاستهلاك الزائد للطاقة من قبل المواطنين وهو أمر معتاد خلال فترة الشتاء كون معظم المواطنين يعتمدون على الطاقة الكهربائية كوسيلة رئيسية للتدفئة، حيث طالبت الشركة المواطنين بتخفيف استهلاكهم للكهرباء بهدف تخفيض عدد ساعات التقنين.
يشار إلى أن عدداً كبيراً من المحولات الكهربائية الموجودة في مدينة حلب، كانت تعرضت لأضرار كبيرة خلال سنوات الحرب، حيث نجحت شركة كهرباء محافظة حلب في إعادة تأهيل عدد كبير منها، فيما سجل وصول مهندسين إيرانيين في وقت سابق لتركيب محولات جديدة إضافية في المدينة الصناعية بالشيخ نجار لتأمين التغذية للمنشآت الصناعية وبالتالي تخفيف الضغط عن باقي محولات المدينة، الأمر الذي من المتوقع في حال إنجازه أن يعود إيجابياً على واقع التغذية في الأحياء السكنية.
زاهر طحان _ حلب