خاص || أثر برس لم ينجُ لون العين من هوس التجميل وتغيير الشكل كالأنف والشفاه والحنك وغير ذلك، ورغم أن وضع عدسات ملونة ليس بالجديد، إلا أن تقنيات حديثة باتت تتيح للراغبين خيارات جديدة يحذر الأطباء من خطرها على صحة العين والذي قد يصل للعمى.
اختصاصية أمراض العين وجراحتها الدكتورة بثينة الشيخة أوضحت لـ “أثر برس” أن هناك طرق عدة متاحة لتغيير لون العين أقدمها استخدام عدسة لاصقة ملونة وهي تتميز بإمكانية اختيار ألوان متعددة، ثم العودة إلى اللون الطبيعي عند إزالتها فيما مشاكلها إصابة العين بالحساسية وقرحات في القرنية نتيجة سوء الاستخدام.
أما عن التقنيات الحديثة فهي حسب الدكتورة الشيخة استخدام الليزر الذي لم يترك مجالاً في طب التجميل إلا وقد دخله بحيث يعمل على تفتيت الأصبغة الموجودة في قزحية العين بدرجة معينة حتى الوصول إلى لون أفتح من اللون الأصلي للعين.
وأشارت الدكتورة الشيخة إلى أن تغير لون العين عبر الليزر لا يمكن استخدامه لأصحاب العيون الفاتحة الذين يريدون عيوناً داكنة اللون، كما لا يمكن التراجع عن اللون الجديد، محذرة من أن مثل هذه العمليات تسبب التهاباً في العين وارتفاعاً في ضغطها (ماء سوداء) قد تحدث عمى تاماً أحياناً.
ولفتت الدكتورة الشيخة إلى وجود طريقة أخرى لتغيير لون العين عن طريق زرع عدسات ملونة داخل العين، مبينة أن هذه الطريقة تعتبر من الطرق الخطيرة جداً لتغيير لـون العين لما لها من مضاعفات خطرة، وهي عملية جراحية يتم فيها زرع عدسة ملونة أمام القزحية الطبيعية، ولها عدة اختلاطات منها حدوث التهاب داخل العـين وارتفاع ضغط العين وحدوث ضعف بالنظر وتضرر عصب العين وحدوث اضطرابات بالإبصار قد يؤدي إلى العمى أحياناً.
ونصحت الدكتورة الشيخة بالابتعاد عن هذه العمليات والحفاظ على سلامة العيون معتبرة أن الاستطباب الطبي الوحيد لمثل هذه الإجراءات حالات ضياع القزحية الولادي أو الرضي، حيث يتم زراعة نوع خاص من العدسات التي يكون معها قزحية غامقة لإصلاح العيب أو في حالات كولوبوما قزحية يكون نقص بجزء من القزحية يجرى فيها زراعة عدسة مع قزحية، والهدف هنا ليس تجميلياً فقط وإنما لتخفيف الضوء الداخل للعين، كما تتم هذه العملية في حالات الرضوض التي تترافق مع ضياع في القزحية.
ونبّهت الدكتورة الشيخة خلال حديثها مع “أثر” إلى أن كل ما ينشر عن مثل هذه العمليات دون حاجة طبية لتحسين الرؤية هدفه إعلاني بحت يستهدف المهووسين بالتجميل من أجل الربح.
وبحسب الشيخة مثل هذه العلميات متوفرة في سوريا وتم إجراء عدد قليل منها وبتكلفة عالية بهدف تجميلي، وكانت النتائج سيئة حيث أنها أدت إلى عمى بعض الحالات بسبب ارتفاع ضغط العين والحاجة إلى عمليات لاحقة عديدة وقالت: “رغم توفر الكفاءات الطبية وعدسات بنوعية جيدة إلا أن الفكرة بحد ذاتها خطيرة”.