خاص || أثر برس أفادت مصادر خاصة لـ “أثر برس” من منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي، بوصول نحو 600 من عائلات مسلحي إدلب إلى المنطقة لتوطينهم في منازل السكان الأصليين الذين كانت هجّرتهم فصائل أنقرة منها في وقت سابق.
وبيّنت المصادر أن وصول العائلات استمر على مدار اليومين الماضيين، وتم نقلهم إلى عفرين مع أمتعتهم عبر الشاحنات والحافلات الصغيرة، تحت حراسة مشددة من قبل عدد كبير من المسلحين.
وفصّلت المصادر لـ “أثر برس” بالقول: “عائلات المسلحين بدأت بالوصول تباعاً منذ صباح يوم الجمعة، وكانت مجموعات من المسلحين المدعومين تركياً تعمل على تفريقهم وتوزيعهم على القرى والبلدات المنتشرة في مختلف أنحاء المنطقة، علماً أن بعض الدفعات التي وصلت عفرين كانت تضم عدداً من المسلحين الذين فضلوا الانتقال إلى المنطقة هرباً من المواجهات الجارية في إدلب مع الجيش السوري”.
وأوضحت المصادر المذكورة أن العائلات التي وصلت تم توزيعها في عدد من النواحي الرئيسية، حيث تم توطين 300 منها في قرى ناحية “بلبل” شمال عفرين كـ “دراقلي” و”هيامو” و”سعرينجكة” و”شيخورزة”، فيما نُقلت نحو 250 عائلة إلى القرى التابعة لناحية “معبطلي” في الشمال الغربي، كما تم توزيع 50 عائلة بين قرى ناحيتي “شرّان” و”جنديرس”.
ووفق ما نقلته المصادر من مشاهدات فإن عدد أفراد العائلات والمسلحين الذين وصلوا خلال اليومين الماضيين تجاوز الـ 2500 شخص، مشيرة إلى أن العائلات الواصلة تعود إلى عدة فصائل من المسلحين سواء “جبهة النصرة” أو الفصائل الأخرى المنتمية إلى “الجبهة الوطنية للتحرير” المدعومة تركياً.
وأشار أحد الأهالي من ناحية “بلبل” خلال حديثه لـ “أثر برس”، إلى أن العائلات الواصلة تم توطينها مباشرة في منازل المدنيين من أهالي المنطقة الأصليين والذين كانت نفذت فصائل تركيا عمليات تهجير قسري بحقهم في وقت سابق، فيما أفاد المصدر بأن بعض عائلات المسلحين البارزين توجهوا إلى مدينة عفرين للسكن فيها ضمن منازل تم استئجارها من مسلحي المجموعات الذين كانوا صادروها من أصحابها الأصليين في وقت سابق تحت ذريعة تعاملهم مع الوحدات الكردية.
وحسب تسريبات نقلها أحد السكان عن بعض الواصلين، فإن وجهة العائلات الأساسية كانت من إدلب باتجاه داخل الأراضي التركية، إلا أن الأتراك منعوا دخول العائلات إلى أراضيهم ووجهوا بنقلها مباشرة إلى منطقة عفرين لتوطينهم هناك.
وتندرج خطوة نقل عائلات المسلحين من إدلب إلى عفرين ضمن الخطوات الحثيثة التي تنفذها أنقرة على طريق إحداث التغيير الديموغرافي في مناطق الشمال السوري، حيث كانت شهدت المنطقة منذ دخول الفصائل الموالية لأنقرة إليها قبل نحو عامين، عمليات نقل جماعية للآلاف من المسلحين وعائلاتهم من مختلف المناطق السورية وخاصة القادمين من ريفي دمشق وحمص.
زاهر طحان ـ حلب