تُجمع معظم الآراء “الإسرائيلية” على ضرورة أن يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بعملية برية في قطاع غزة، وذلك بهدف إضعاف قدرات “حماس” ورد الاعتبار للكيان الإسرائيلي بعد عملية “طوفان الأقصى”، فيما تحذّر التحليلات من النتائج التي ستترتب على هجوم كهذا.
وفي هذا السياق نشرت “لوتان” السويسرية مقالاً تحليلياً ترجمه موقع “الجزيرة نت” جاء فيه: “أي توغل في غزة يهدف -أولاً وقبل كل شيء- لاسترضاء الرأي العام الإسرائيلي، وخمنت أن يتم التوغل المذكور عبر إرسال وحدات النخبة لقتل قادة حماس أو تحرير أكثر من 100 من الأسرى الموجودين حالياً في قبضتها، ربما يكون الدخول البري خيار الجيش الإسرائيلي المفضل في وقت يبدو فيه كما لو أن حماس تسعى لاستدراج الإسرائيليين إلى فخ نصبته لهم بلا شك”.
فيما نشرت صحيفة “فورين أفيرز” الأمريكية تحليلاً أكدت خلاله أن “هذه المرة، سيتعين على إسرائيل أن تقلق أكثر بشأن شبكات الأنفاق الواسعة داخل غزة.. مقاتلو حماس سيستخدمون هذه الأنفاق لإخفاء القادة والظهور فجأة خلف قوات الجيش الإسرائيلي، مما قد يسمح لهم بنصب كمائن واختطاف وقتل الجنود الإسرائيليين”.
وأوضحت الصحيفة أنه “عند إجراء عمليات في مناطق وعرة، يعتمد الجيش الإسرائيلي عادة على المفاجأة التكتيكية للحصول على ميزة السبق، والهجوم من اتجاهات غير متوقعة، ومحاولة خداع الخصوم، والسعي للقبض عليهم وهم غير مدركين لما يجري، لكن حماس تملك المبادرة في هذه الحرب، فقد فاجأت إسرائيل بهجومها، وهي بالتأكيد تتوقع رداً مدمراً، فقواتها مستعدة بشكل جيد على نحو شبه مؤكد” مشيرة إلى أنه “سيتم تعزيز صفوف حماس أيضاً بمقاتلين من جماعات أخرى، مثل حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، ومدنيين ينضمون إلى القتال، بينما تتعقد مهمة الإسرائيليين أكثر وستزداد التكتيكات الإسرائيلية تعقيداً بسبب الأعداد الكبيرة من المختطفين الذين تحتجزهم حماس”.
بدورها أوضحت صحيفة “الشرق الأوسط” أن “بينما كانت إسرائيل تتمتع، ذات يوم، بميزة مراقبة واضحة على غزة، فإن الطائرات المدنية دون طيار، الرخيصة والمتاحة بسهولة والتي استحوذت عليها حماس، عملت على تسوية أرض الملعب، مما سمح لها بمراقبة الخطوط الإسرائيلية أيضاً، في حين أن إسرائيل ربما تمتلك القدرة العسكرية والإرادة بعد هجوم يوم السبت، من المرجح أن تكون التكلفة باهظة بالنسبة للجيش الإسرائيلي والمدنيين الفلسطينيين، مع وجود خطر على الرهائن الإسرائيليين المحتجَزين في المنطقة”.
وتؤكد التقديرات العبرية أن الكيان الإسرائيلي لم يشهد هجوماً مماثلاً لما حصل في 7 تشرين الأول عندما أطلقت حركة “حماس” عملية “طوفان الأقصى” وسبق أن لفتت صحيفة “ذا تايمز أوف إسرائيل” تقريراً أكدت خلاله أن “حماس شنت هذا الهجوم لاستعادة الكبرياء الفلسطيني الذي تكبدته سنوات من الاحتلال والحصار والمعاناة”.