ظهرت تطورات عديدة في المشهد الكردي في سوريا، فخلال يومين أو ثلاثة شهدنا أكثر من ثلاثة تغييرات مفصلية في دور ووجود “قوات سوريا الديمقراطية” في سوريا، حيث أعلنت واشنطن عن وقفها للدعم العسكري، وبعد يوم أعلن رئيس “قسد” أن مصير قواته ستكون الانضمام للقوات السورية، ما يعني أنه معترف بشرعية الحكومة السورية بتشكياتها ورئيسها، وبالتأكيد لن تقبل موسكو بالعمل تحت الكواليس فظهرت على الساحة مباشرة، الأمر الذي ناقشته الصحف العربية وطرحت تحليلاتها عنه.
فجاء في صحيفة “الأخبار” اللبنانية:
“يظهر أن موسكو قطعت شوطاً كبيراً في احتواء الدور التركي في سوريا، فبعد توقيع أنقرة تعهدات في محادثات أستانا وسوتشي، خرج الرئيس رجب طيب أردوغان ليقول إن: “أبواب السياسة مفتوحة دائماً وحتى آخر لحظة، وترافق هذا الموقف الذي يعبر عن تعاظم “الانزياح” التركي نحو موسكو وحلفائها، مع اتصال هاتفي بين أردوغان والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وحمل الاتصال كما سابقيه من واشنطن، تطمينات بوقف الدعم العسكري المقدم إلى الأكراد في الشمال السوري”.
أما “رأي اليوم” فأشادت بموقف الأكراد بعدما لوحت أمريكا بالتخلي عنها، مشيرة إلى أن الأكراد اختاروا الطرف المنتصر، حيث نشرت في صفحاتها:
“قوّات سورية الديمقراطيّة، التقطت الرّسالة، وقَرأت الأوضاع المُستقبليّة المُتوقّعة في سوريا قراءةً صحيحةً وأدركت أنّه لا يُمكن التّعويل كثيراً على الوعود الأمريكيّة في الدّعم والمُساندة، في المَرحلة المُقبلة، وقرّرت الانضمام إلى المُعسكر المُنتصر، والأكراد بدأوا يَتخلّون عن أمريكا قبل أن تتخلّى عنهم، وتتركهم يُواجهون مَصيرهم وَحدهم، وتَعلّموا دُروس الخُذلان التي تَلقّاها أشقاؤهم في شمال العراق بعد الاستفتاء، وشمال غرب سوريا (قوّات الحِماية الكُرديّة) عندما باعها الرئيس ترامب للأتراك”.
واعتبرت صحيفة “الحياة” أن طهران الرابح الأكبر من تخلي واشنطن عن الأكراد، حيث قالت:
“واشنطن تؤسس لانعدام ثقة كبير في موقعها، على رغم أنها تطرح نفسها مرجعاً أخيراً في أي قرار يتعلق بالمنطقة، فاليوم إذا أضفنا الاتصال الهاتفي بين أردوغان وترامب إلى سلسلة التحركات التركية، فسنخرج بنتيجة سبق أن اختبرناها في مواقع سابقة، وتتمثل في أن طهران هي من سيتقاضى ثمن تخلي الأميركيين عن أكراد سوريا، والغريب أن ذلك يجري في سياق مواجهة كبرى بين الأميركيين والإيرانيين”.