طرأت العديد من التطورات على تطبيق قرار الهدنة في سوريا في الـ24 ساعة الأخيرة، فبريطانيا طالبت بعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن لبحث قضية الغوطة الشرقية من جديد، وفي الوقت ذاته وزارة الدفاع الروسية أكدت أن فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية تعمل على تنفيذ مخطط استفزازي للقوات السورية، وسلطت الضوء على قصف المعبر الإنساني المخصص لخروج مدنيي الغوطة من قبل الفصائل، كل هذا تزامن مع تقدم ميداني للقوات السورية في ريف دمشق بشكل عام.
فقالت صحيفة “الحياة” السعودية:
“لا تزال أطراف المجتمع الدولي تعامل روسيا باعتبارها دولةً كبرى ملتزمة القانون الدولي، وعلى هذا الأساس تطالبها بأن تحترم التزامات أعلنتها هي نفسها بالنسبة إلى سوريا، وإذا كانت موسكو اضطرّت للموافقة شكلياً على القرار المعدّل لمجلس الأمن.. وما اكتفى المندوب الروسي في مجلس الأمن بقوله تلميحاً تكفّل المندوب السوري بتوضيحه للمتسائلين، فالغوطة، نعم، ستكون حلب الثانية، وإدلب ستكون حلب الثانية أيضاً، وفق ما قال”.
كما سلطت الضوء صحيفة “الأخبار” اللبنانية على هذه المتغيرات في صفحاتها، حيث جاء فيها:
“يتابع الجيش معاركه على محاور متقابلة في الغوطة الشرقية، فيما بقيت الهدنة التي أقرّها مجلس الأمن على الورق فقط، من دون أن تجد طريقاً إلى التطبيق، ويأتي ذلك وسط تصعيد أميركي ــ أوروبي جديد، ضد موسكو ودمشق، من باب ملف استخدام الأسلحة الكيميائية مجدداً”.
أما صحيفة “غازيتا رو” الروسية فكان لها رأي مختلف، وعبرت عنه بمقال نشرته في صفحاتها ورد فيه:
“الوضع في الغوطة الشرقية مختلف تماماً، فتلك الجماعات الراديكالية التي تسيطر على الغوطة لن تغادر على الإطلاق، ولم يشارك ممثلو هذه المجموعات في مؤتمر الحوار الوطني في سوتشي واحدة من المجموعات وهي “حركة أحرار الشام” التي شاركت مرة واحدة في عملية أستانة غيرت بشكل كبير موقفها، ليس من دون تأثير الدول الأجنبية الأخرى، وهي لن تدخل في مفاوضات وحتى لم تعلن رسمياً دعمها وقف إطلاق النار، وهدنات المساعدة الإنسانية، وإجلاء المدنيين لذلك، الوضع لا يزال هناك صعباً جداً، وأعتقد أن من غير المرجح أن يكون قريباً من العملية التي نجح تنظيمها في حلب”.