يبدو أن القوات السورية تعمد من خلال عملياتها العسكرية في ريف حماة الشمالي إلى طرق أبواب ريف إدلب الجنوبي. التكتيك الحالي يعمد إلى استهداف المقرات التي تشكل مراكز القوة بالنسبة للفصائل المعارضة في مثلث “مورك، اللطامنة، وكفرزيتا” الأمر الذي يدفع عجلة المعارك نحو بلدة خان شيخون.
وجهة المعارك التي تطمح القوات السورية خوضها باتت واضحة، ولاسيما بعد دخولها أمس إلى قرى المصاصنة وزر الحيصة وزور الطيبة شمال شرق بلدة حلفايا الاستراتيجية التي خسرها مقاتلو المعارضة يوم الأحد.
خبير استراتيجي ضليع في خارطة الميدان السوري، تحدث مجريات المعركة قائلاً: “في حال تابعت القوات السورية تقدمها على ذات الوتيرة، فستصل إلى مشارف بلدة اللطامنة التي تشكل مع مورك وكفرزيتا مثلث قوة مقاتلي المعارضة في الريف الحموي، وخط الدفاع الأول عن خان شيخون، بوابة محافظة إدلب الجنوبية”.
لاشك أن الفصائل المعارضة ستسعى جاهدةً إلى تعزيز دفاعاتها وحشد المزيد من مقاتليها في البلدات الثلاث “اللطامنة، مورك، وكفر زيتا” بغية صد تقدم القوات السورية، إذ أن خسارة هذه البلدات ستقلب موازين القوى رأساً على عقب وستنهي وجود مقاتلي المعارضة في أهم قطاعات الريف الحموي.
ناشطون معارضون قالوا عبر تغريداتهم في تويتر إن التراجع في ريف حماة سببه “تخاذل فصائل المعارضة المتواجدين في ريف اللاذقية”، مناشدين إياهم بـ “رص الصفوف والمؤازرة وفتح جبهات جديدة بغية الضغط على القوات السورية قدر المستطاع”.
سكان الريف الحموي اعتادوا على سماع هدير الطائرات الحربية بشكل متواصل، إلاّ أن الوضع اليوم تبات مختلفاً، إذ أن الرمايات النارية التي تُطلق من قبل الطائرات على مناطق انتشار الفصائل المعارضة، تُرى بالعين المجردة، فضلاً عن كثافة القصف المدفعي، الأمر الذي يُنبئ بأن هناك تقدمٌ ما بات يلوح في الأفق..وفي هذا الصدد تتحدث أم سليم -الامرأة الستينية التي تقطن في قرى محردة- قائلة: “ما بهمني من كلشي عم يصير غير إني ارتاح من قذائف الهاون يلي عم تنزل ع بيوتنا ليل نهار، الله لا يوفق يلي كان السبب”.