خاص|| أثر برس على وقع ارتفاع أجور معاينة الأطباء بالتوازي مع ارتفاع أسعار الأدوية، وجد كثير من الأهالي ضالتهم باللجوء للبدائل منها إلى المستوصفات المجانية، ومنها للطب العربي والتداوي بالأعشاب، ومنهم من اختار الحجامة البديل الأنسب له.
وتعرف الحجـامة بأنها طريقة طبية يتم اللجوء لها لأغراض صحية وهناك اختصاصيون ذوو خبرة امتهنوا العمل بها سواء منزلياً، أو في مراكز الحجـامة التي يشرف عليها الأطباء والممرضون.
لأغراضٍ صحيّة:
“نصحوني بها للتخلص من ألم نوبات الشقيقة” بهذه الجملة فسر “ماهر” السيد الخمسيني لجوءه للحجامة، وتابع قائلاً لـ “أثر”: “منذ بدء جلسات الحجامة والألم انخفضت وتيرته وتحسنت وشعرت براحة جسدية وأنا مثابر عليها بمعدل مرتين سنوياً، وتكلفة الجلسة الواحدة 35 ألفاً”.
أما الشاب وسيم يتحدث لـ “أثر” عن تجربته بالحجامة فيقول: “تحتوي فوائد عدة مثل تنشيط الدورة الدموية وتخليص الجسم من الدم الفاسد والجلطات والخمول، وأقوم بالجلسات عند ممرض مختص يعمل الحجامة في بيته، ويتقاضى عن جلسة الحجامة 25 ألفاً”.
الشابة فاطمة تعاني من مشكلة في البشرة، وخضعت للعديد من المراهم والأدوية ولكنها لم تستفد، لكن تمت نصيحتها بعمل الحجامة، وعن تجربتها تشرح لـ “أثر” أنها استفادت من جلسة الحجامة وانتهت معاناتها بشكل كبير، مبينة أنها أجرت الجلسة لدى طبيبة في عيادتها، حيث دفعت عن هذه الجلسة 50 ألفاً.
السيدة “أم علاء” خضعت لجلسات حجامة لتنظيم الضغط والسكري، تقول لـ “أثر”: “عندما خضعت لأول جلسة حجامـة تحسن معدل الضغط وانتظم بشكل بسيط، وعندما خضعت للجلسة الثانية بعد ثلاثة أشهر تحسنت بشكل كبير، مبينة أنها تجري الجلسات عند اختصاصية في منزلها، ويبلغ سعر الجلسة 35 ألفاً.
الحجامة تلقى رواجاً:
وفي حديث خاص مع “أثر” أشارت أخصائية الحجـامة ناهد سمور إلى أن استخدام الحجامة شاع في العديد من الدول العربية والإسلامية كجزء من الطب النبوي، حيث أوصى به عدد من أطباء العرب والمسلمين مثل ابن سينا، الزهراوي وأبو بكر الرازي، ومن بعدها لاقى رواجاً في الدول الأوروبية خلال عصر النهضة، إذ تصنف الحجامة ضمن العلاجات البديلة التي يتم إجراؤها بشكل عام عن طريق وضع أكواب على نقاط معينة من الجلد وضغط الكأس إما عن طريق الحرارة أو الشفط.
وحول أهمية الحجامة، توضح سمور أنها تعود لكل موضع حسب حاجة الجسم، إذ تعطي الجسد الراحة والاسترخاء، وتساهم في زيادة إنتاج الأفيون الداخلي في الدماغ ما يؤدي إلى تحسن التحكم بالألم كونها تساهم في رفع عتبة الألم، وتساعد في تقليل الالتهاب وتعزيز الدورة الدموية، وطرح السموم والنفايات إلى خارج الجسم، وفي إزالة المواد الضارة من الشعيرات الدموية في الجلد ومن السائل بين الخلايا.
وأضافت: الحجامة تساهم في تعزيز إصلاح الخلايا البطانية في الشعيرات الدموية وتسريع تكوين الأوعية الدموية، وخفض مستوى الكوليسترول الكلي ونسبة الكوليسترول الضار إلى المفيد، وأيضاً في خفض عدد الخلايا اللمفية في الدم مع زيادة عدد كريات الدم الحمراء، وتساعد في تخفيف الالتصاقات وتجديد الأنسجة الضامة، بالإضافة إلى أنها تعمل على تحفيز الجهاز العصبي الطرفي والتحكم في ارتفاع ضغط الدم وخفض مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري.
وتنصح سمور الشخص الذي يأس من العلاج بالعقاقير الطبية ويشكو من أحد الأمراض بالتوجه للحجـامة، خاصة الآلام الهيكلية العضلية مثل ألم أسفل الظهر العام، وآلام عسر الطمث والأمراض العصبية؛ مثل الصداع والصداع النصفي، وأيضاً الأمراض الاستقلابية مثل التهاب المفاصل النقرسي الحاد، وارتفاع الدهنيات والكوليسترول في الدم، وأمراض الجهاز التنفسي وبعض أمراض القلب والأوعية الدموية؛ مثل ارتفاع ضغط الدم، والسكري بالإضافة للالتهابات الفيروسية والبكتيرية والسكري وبعض الأمراض الجلدية مثل حب الشباب.
الطبيب والممرض لا يحتاج لترخيص.
وعن أماكن إجراء الحجامة (مراكز أم عيادات أم منازل)، تقول سمور: “شعبياً يتم إجراؤها بمنزل الحجّام، وبالنسبة لسوريا خاصةً لا يوجد مراكز مرخصة للحجـامة، ومهنة غير مرخصة طبياً، وإذا قام بها طبيب أو ممرض فهو ليس بحاجة ترخيص، فتتم بالعيادة أو المركز”.
وختمت سمور حديثها لـ “أثر” عن تكلفة الحجـامة قائلة: 25 ألفاً إذا كانت الحجامة بمنزل الحجام شعبياً، أو تتراوح بين 50 لـ 75 ألفاً إذا كانت ضمن عيادة أو مركز طبي.