أثر برس

جمعيات كويتية تشارك تركيا في مشروعها لتوطين مسلحي ريف دمشق شمال حلب

by Athr Press G

خاص || أثر برس تستمر عجلة المشاريع الاستيطانية التي تنفذها تركيا في مناطق شمال حلب، بالدوران، إلا أن الأيام الماضية، شهدت منعطفاً جديداً على سير تلك المجريات، تمثل في إدخال تركيا لجمعيات كويتية، على خط تنفيذ المشاريع الاستيطانية ضمن المناطق التي تحتلها.

فبعد سلسلة من مشاريع بناء الجمعيات السكنية التي نفذتها في مناطق شمال حلب كإعزاز وعفرين بهدف توطين مسلحي تركيا وعائلاتهم، وخاصة منهم القادمين من مناطق دمشق وحمص، بادرت تركيا إلى إشراك جمعيات كويتية ذات طابع “إخواني”، في عمليات تجهيز تلك المستوطنات وتخديمها، وخاصة على صعيد بناء المدارس ضمن المستوطنات المُحدثة.

أنقرة وبعد اقترابها من إنهاء بناء ما أسمته “جمعية بسمة السكنية”، التي بدأ فيها حالياً توطين أعداد من مسلحي ريف دمشق وعائلاتهم، استعانت بجمعية كويتية تُدعى “جمعية الأيادي البيضاء”، والتي عملت خلال الأيام الماضية على وضع حجر الأساس لبناء مدرسة ابتدائية ضمن مستوطنة “بسمة”، بحضور عدد من ممثلي الدولة التركية، وكبار قياديي الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، إلى جانب ما يسمى بـ “مدير تربية منطقة عفرين” التابع لتركيا.

وفور وضع حجر الأساس، بدأت ورشات البناء بإقامة المدرسة ضمن المستوطنة، التي تم بناؤها على أرض مصادرة من أهالي قرية “شاديرة” في ريف عفرين، حيث ووفق ما تم الإعلان عنه فإن المدرسة، ستتكون من طابقين، وتتضمن /16/ غرفة صفية وإدارية، بسعة تبلغ نحو /700/ طالب وطالبة.

وكشفت مصادر خاصة لـ “أثر”، بأن “جمعية الأيادي البيضاء”، لا تعدو كونها واجهة لعدة جمعيات كويتية أخرى، تفضل العمل بالخفاء مع الجانب التركي، حيث أوضحت المصادر بدايةً بأن التمويل الرئيسي للجمعية، يأتي مباشرة بالدرجة الأولى من جمعية “الشيخ عبدالله النوري الخيرية” التي تعد من أهم وأكبر الجمعيات في الكويت، والتي يُعرف عنها ميولها “الإخواني”.

كما أشارت المصادر، إلى أن “الأيادي البيضاء”، تُعد واجهة لجمعيات كويتية مرموقة كـ “جمعية العيش بكرامة”، و”الجمعية الخيرية العالمية للتنمية والتطوير”، اللتان تحملان الطابع “الإخواني” ذاته الذي تحمله جمعية “عبدالله النوري”.

ولا تعد خطوة إدخال تركيا للكويت على خارطة المشاريع الاستيطانية “التتريكية” في ريف حلب، الأولى من نوعها لدولة خليجية، حيث كان سبق لدولة قطر أن نفذت وموّلت العديد من المشاريع المتنوعة سواء في مناطق شمال حلب، أو مناطق محافظة إدلب، خلال السنوات الماضية.

وتعمل تركيا خلال الأشهر الماضية، بوتيرة متسارعة على صعيد بناء المستوطنات ضمن مناطق نفوذها شمال حلب وخاصة في منطقة عفرين، تحت مسمى الجمعيات السكنية، بغية توطين المسلحين الموالين لها مع عائلاتهم ضمن تلك الجمعيات، وتحقيق التغيير “الديموغرافي” المنشود من قبل تركيا وطمس هوية المنطقة بالكامل، حيث بلغ عدد المستوطنات التي أنشأتها تركيا بشكل عام خلال الأشهر الماضية ما يزيد عن /18/ منشأة معظمها في عفرين، فيما تم بناء جميع تلك المستوطنات إما على أراضٍ زراعية تمت مصادرتها عنوة من أهالي قرى ريف المنطقة، أو على أرضٍ تعود ملكيتها لمهجرين من أهالي المنطقة، ممن اضطروا للنزوح منها سابقاً بفعل الاجتياح التركي.

زاهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً