خاص|| أثر برس “هذا العام الثالث الذي يحل فيه شهر رمضان وأنا أتناول الإفطار خارج المنزل”، تقول الشابة مروة وهي تتابع تغليف أطباق الحلويات التي يشتريها الزبائن من المحل الذي تعمل فيه.
وتوضح مروة لـ”أثر” أن حركة البيع خلال شهر رمضان تشهد ازدحاماً قبل ساعتين من أذان المغرب، مضيفة: “الكثير يرغب بشراء الحلويات قبل الذهاب إلى المنزل لذلك ننشغل أنا وكل من يعمل بالمحل بشكل مكثف في هذا الوقت لتلبية الطلبات من وزن وتغليف وأحياناً يحين موعد الإفطار وعملية البيع متواصلة لكن بشكل أخف”.
وتتابع: “في الأيام الثلاثة الأخيرة من الشهر الفضيل نبقى بالمحل لساعة متأخرة الأمر الذي يجبرنا على تناول وجبة السحور أحياناً في المحل”، مشيرة إلى أنها تسكن بمكان قريب من المحل لذلك تعد وجبات الإفطار أو السحور لتكون معها خلال ساعات العمل.
وتقول: “اعتدت على ذلك أنا وأغلب من يعمل في محلات بيع الطعام، ولكن تبقى لذة تناول الإفطار مع لمة العائلة لها نكهة خاصة”.
أما محمد (يعمل بتوصيل الطلبات في محل لبيع الطعام)، يقول لـ “أثر”: “عامل توصيل الطلبات وتحديداً الوجبات الجاهزة من النادر أن يشهد مائدة إفطار متكاملة مع أهله أو أصدقائه فالكثير من أيام الصيام نفطر ونحن على الطريق في أحد أماكن عنوان من نوصل له الطلب أو في طريق العودة للعمل”، متابعاً: “ربما كان ذلك أفضل صحياً للصائم حيث نفطر على شيء خفيف حبة تمر أو كأس ماء أو عصير أو قطعة بسكوت ريثما نصل إلى مكان العمل حيث يكون مسؤول الطبخ أعدّ وجبات لنا ونتشارك الإفطار أو ننتظر العودة للمنزل ونأخذها (سفري) كما يقولون”.
“ليس قبل الساعة الثامنة أو التاسعة مساءً أي بعد الإفطار بساعة إلى ساعتين نتناول إفطارنا” تقول مريم وسها وعبير اللواتي يعلمن في أحد مطاعم منطقة المزة أوتوستراد، مضيفات: “نحضّر الطاولات لزبائن المطعم فمنهم من يكون بحجز مسبق والآخر يأتي على موعد الإفطار أو بعده وبعد أن نقوم بواجبات عملنا يمكن أن نتناول وجبة خفيفة بالتناوب بيننا”.
وتشرح سها: “من الطبيعي أن يكون لكل عمل ضريبته نحن نفطر برمضان بعد موعد الأذان ولا نعرف عطل المناسبات والأعياد لأن طبيعة عملنا تتطلب دوام في مثل هذه الأوقات بشكل مضاعف ورغم أن الأجر المادي مقبول ويوجد إضافي وإكراميات مناسبة لتعبنا هذا الشهر وغيره من المناسبات إلا أننا نتوق أحياناً للإفطار مع عائلاتنا وأولادنا”، بينما تقول عبير: “أولادي اعتادوا غيابي وأمي ترعاهم وتشاركهم مائدة الإفطار “.
ومن عمال المطاعم ومحلات بيع الطعام بمختلف أصنافه يتكرر مشهد الإفطار بعد موعد أذان المغرب وبعيداً عن العائلة لدى عناصر شرطة المرور الذين يفطرون في مكان عملهم بالطرقات والمفارق، “الأمر طبيعي جداً” يجده الشرطي أبو نديم (45 عاماً)، مستذكراً أنه لم يفطر في بيته خلال شهر رمضان إلا يوم الجمعة لأنه يوم إجازته منذ أن عمل في هذا المجال، مضيفاً لـ “أثر”: الطرقات تشهد ازدحام كبير خلال النصف ساعة الأخيرة من نهار الصيام والكل مستعجل وهنا دورنا كشرطة مرور في تنظيم السير والحد من ذروة الازدحام”.
“لكل عمل ضريبته فكيف إذا كنا نعمل بالتطوع، هنا تكون ميزة التطوع أجمل مع وجود نوع من المشقة إن صح التعبير” تقول رنيم (إحدى المتطوعات في فرق الجمعيات الخيرية التي توزع وجبات إفطار للأسر المحتاجة)، وتضيف: “ليس فقط في مقر الجمعية بل في أغلب الأيام نذهب إلى المناطق المحيطة بدمشق مثل المليحة وحرستا ونوزع الطعام على العائلات في بيوتها”، بينما لا يزال عمر يجد صعوبة في ذلك نوعاً ما لأنه يشارك في توزيع التمر والماء على المتأخرين في الطرقات عن موعد الإفطار وهي مبادرة تطوعية أيضاً.
“في كل قرار عطلة أو تغير موعد الدوام نجد هذه العبارة (وتراعى أحكام الفقرة (ج) من المادة 43 من القانون الأساسي للعاملين في الدولة بالنسبة للجهات العامة التي تتطلب طبيعة عملها أو ظروفها استمرار العمل فيها)، تقول رحاب التي تعمل في مجال الإعلام، مبينة لـ “أثر” أن طبيعة دوامها تتطلب أن تكون متواجدة 3 أيام بدوام مسائي من الساعة 3 ظهراً وحتى الـ 9 مساءً لذلك تفطر مع زملاء عملها، متابع: “يكون الإفطار في العمل له نكهة متميزة ومائدة رمضان تكون متنوعة أيضاً”.
ومن العمال الذين تشملهم الفقرة /ج/ أيضا العاملين في المشافي ومراكز طوارئ الكهرباء والدفاع المدني وغيرها، والكثير منهم اعتاد على طبيعة عمله ونسق أمور حياته وبيته وفقها، حيث يقول الممرض يونس: “أتناول طعام الإفطار خلال شهر رمضان بقسم الإسعاف بالمشفى بمشاركة باقي الكوادر الطبية وأحياناً مرافقي المرضى”.
وكانت منيرفا التي تعمل بإحدى شركات التحويل المالي الخاصة أوضحت لـ “أثر” أن فترة دوامها تنتهي قبل موعد الإفطار بنحو الساعة حالياً لكن في الأسبوع الأخير من رمضان يستمر الدوام حتى الساعة 11 ليلاً مع فترة استراحة خلال ساعة الإفطار، لافتة إلى أنهم اعتادوا في الشركة على “خلق أجواء إفطار عائلية مع باقي الزملاء التي تخفف من تعب العمل“، بحسب تعبيرها.