أثر برس

جولة كوشنير تمهد الطريق إلى “صفقة القرن” ولم يبق سوى عائق وحيد

by Athr Press R

تستمر الإدارة الأمريكية، بجولاتها على البلدان العربية وتركيا مؤخراً، والتي يستثمرها “نتنياهو” قبيل الإعلان عن “صفقة القرن” بعد الانتخابات الإسرائيلية في نيسان المقبل، في محاولة للضغط على مختلف الأطراف في الملفات الحساسة للقبول بكامل الشروط الأمريكية كنقل السفارات من تل أبيب  إلى القدس والتطبيع العربي الكامل مع الكيان وغيره من الأهداف التي تعزز حالة الكيان الإسرائيلي في المنطقة وتنهي القرار العربي.

حيث أعلن البيت الأبيض، مساء أمس، أن مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر، أجرى في الرياض أول أمس محادثات مع العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان، وذلك في إطار جولة إقليمية يهدف من ورائها إلى حشد التأييد لخطة واشنطن تحت عنوان “خطة السلام” التي باتت تعرف بـ “صفقة القرن”، ويأتي ذلك في أول اجتماع لكوشنر مع العاهل السعودي ونجله منذ مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول، في إطار محادثات سرية وصفها كوشنر بأنها ضرورية حتى تتم “الصفقة”.

ورافق كوشنير  كل من جيسون غرينبلات المبعوث الأميركي للسلام في الشرق الأوسط، وبراين هوك الممثل الأميركي الخاص حول إيران، وخلال مؤتمر حول الشرق الأوسط عقد في وارسو منتصف شباط تطرّق كوشنير  في جلسة مغلقة إلى الخطة الأميركية “للسلام” في الشرق الأوسط والتي ستكشف عنها إدارة ترامب رسمياً بعد قرابة الشهر.

ويرى مراقبون بأن الهدف لدى القيادة الأمريكية من اصطحاب كوشنير لبراين هوك ممثل أمريكا الخاص حول إيران في زيارته إلى السعودية، هو تعزيز الفكرة التي زرعها الأمريكيون حول خطورة إيران على السعودية ودور الولايات المتحدة في حماية السعودية، بهدف الضغط بشكل أكبر على المملكة للقبول بدفع مليارات الدولارات التي تحتاجها “الصفقة”، حيث أفادت صحيفة “نيويورك تايمز” اليوم  بأن الخطة تتضمن تخصيص 25 مليار دولار مشيرة أن الجزء الأساسي من الأموال سيكون من “أغنى دول المنطقة” في إشارة إلى المملكة السعودية ودول الخليج.

ولم تقتصر جولة كوشنير  على السعودية بل شملت كلاً من الإمارات والبحرين وسلطنة عمان، فضلاً عن تركيا التي زارها كوشنير الأربعاء، دون أن تحظى الزيارة بترويج إعلامي تركي حفاظاً على الصورة التي تريد أن تظهر فيها تركيا بأنها مناصرة للشعب الفلسطيني المظلوم، حيث بحث كوشنير  “الصفقة” مع الرئيس رجب طيب أردوغان يوم أمس، وناقشا كذلك زيادة التعاون الاقتصادي الأميركي – التركي حيث يسعى كوشنير إلى إغلاق الهوة الاقتصادية بين الولايات المتحدة وتركيا الناتجة عن خلاف الطرفين حول ملف الأكراد مقابل قبول تركيا بكامل شروط “الصفقة” وهو ما أشار مراقبون إلى أن الرئيس التركي لن يعارضه.

وعليه يبدو بأن الزيارات الأخيرة لكوشنير باتت تمهد الطريق بشكل أفضل أمام الإعلان عن “صفقة القرن” ليبقى في طريق الولايات المتحدة و”إسرائيل” عائق وحيد وهو استمرار إيران بدعم الحركات المناهضة للكيان سواءً في فلسطين أو في المنطقة.

اقرأ أيضاً