نفى فصيل “جيش سوريا الحرة” المدعوم أمريكياً، وجود تنسيق مع فصيل “الجيش الوطني” المدعوم تركياً شمالي سوريا لإرسال عناصر من الفصائل المسلّحة إلى منطقة التنف عند مثلث الحدود السورية- الأردنية- العراقية لحراسة الحدود.
وقال الناطق الرسمي باسم فصيل “جيش سوريا الحرة” عبد الرزاق خضر، إنّ “تلك الأنباء منفية تماماً، وإلى الآن لا يوجد أي تنسيق بيننا وبين أي مجموعة أو فصيل خارج منطقة انتشارنا”، وفقاً لما نقله “تلفزيون سوريا” المعارض.
كما نقل التلفزيون المعارض عن قيادي في فصيل “الجيش الوطني” (لم يسمّه)، قوله: “لم نسمع أو نعلم أي شيء بشأن هذا الأمر من أي فيلق ضمن الجيش الوطني”.
وأكد أنّ “هذه المعلومات تتكرر بين وقت وآخر، متابعاً: “مرة تشير إلى خروج مقاتلين إلى اليمن، ومرة إلى التنف، علماً أن الأمر في حال حصل لن يكون خفياً”، معتبراً أنّ “كل ما يرتبط بهذه الأنباء مصدره شائعة لا حقيقة لها”.
وكانت وكالة “شام” المعارضة نقلت معلومات في وقت سابق أكدت فيها أنّ “فصائل مسلحة من “الجيش الوطني” بدأت بتسجيل أسماء عناصر من صفوفها لنقلهم إلى منطقة التنف على الحدود السورية- الاردنية”.
وأشارت الوكالة إلى أن الهدف هو “توظيف العناصر في منطقة التنف بصفة حرّاس حدود بما يشبه المهمّة التي عملوا بها في ليبيا”، موضحةً أنّ “قادة مجموعات من مكونات عدة (لم تذكر اسمها )، أوعزت لعناصرها عبر مجموعات خاصة، ببدء التسجيل لمن يرغب بالتوجه في مهمّات عسكرية إلى منطقة التنف على الحدود السورية- الأردنية، مقابل مبلغ مالي يصل إلى ألف دولار أمريكي”.
“جيش سوريا الحرة” نفى التنسيق مع “قسد” أيضاً
وفي 12 تموز الفائت، نفى فصيل “جيش سوريا الحرة” وجود تحضيرات لشن عملية عسكرية في دير الزور، وأكد الناطق الرسمي باسم الفصيل عبد الرزاق خضر أنّ “الحديث عن تحضيرنا لعملية عسكرية في دير الزور منفي تماماً”، مشيراً إلى أن “مهمتهم هي حماية منطقة الـ55 كم ومخيم الركبان”.
جاء ذلك بعدما أدلى قائد الفصيل “محمد فريد القاسم” بتصريحات لفت فيها إلى “البدء بعملية تنسيق بين فصيل “جيش سوريا الحرة” و“قسد”، ولكن على مستويات منخفضة”، مضيفاً: “نعمل على التنسيق مع جميع المكونات العسكرية في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية”.
وكانت القوات الأمريكية أجرت مناورات عسكرية مشتركة مع “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” شمال شرقي سوريا في 4 من تموز الفائت، بعد يوم من انتهاء مناورات مماثلة في منطقة الـ55 كم، أجرتها القوات الأمريكية انطلاقاً من قاعدة “التنف” مع فصيل “جيش سوريا الحرة” عند مثلّث الحدود السورية- الأردنية- العراقية المشتركة.
وفي السياق نفسه، نشر المركز الإعلامي لـ “قسد” بياناً أشار فيه إلى أن “بعض وسائل الإعلام تداولت في الأيام الماضية، معلومات مغلوطة حول تحركات لقوّاتنا في منطقة دير الزور، ونشرت وسائل أخرى تكهنات بشأن عمليات ووجهة محتملة للقوّات، مؤكداً أن جميع المعلومات المتداولة وكذلك التكهّنات غير صحيحة ولا تستند إلى أي أساس واقعي”.
ربط مناطق “قسد” مع “التنف”: مخطط صعب
وفي سياق الحديث عن وجود مخطط أمريكي لربط قاعدة “التنف “جنوبي سوريا بمناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية – قسد” في شمال شرقي سوريا، كشفت مصادر مطّلعة لصحيفة “الوطن” اليوم، عن “صعوبات شتى تعترض هذا المخطط”.
وأكدت المصادر أنّ “إدارة الرئيس الأمريكي جو باين تدرك جيداً خطورة أي مغامرة عسكرية لتوسيع نفوذها في الشرق السوري؛ لأن من شأن ذلك أن يجعل وجودها العسكري في المنطقة مكلفاً مادياً وبشرياً، على الرغم من حاجة بايدن لنصر عسكري ومعنوي عبر تغيير خريطة السيطرة في منطقة حيوية لكل من روسيا وإيران، لزيادة حظوظ فوزه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في مطلع تشرين الثاني العام المقبل”.
وفي الوقت نفسه، رجّحت المصادر أن “تستخدم واشنطن حلفاء محليين لتجنب خسائر بشرية، وهو ما لا يمكن تحقيقه عملياً، حيث تفصل مسافة 120 كيلو متراً منطقة التنف عن البوكمال لجهة الشمال الشرقي، وفي عمق البادية السورية شاسعة الامتداد، والتي بمقدورها ابتلاع أي تحرك للفصائل المدعومة أمريكياً، بوجود أي مقاومة، ولو بتغطية جوية من قوات “التحالف الدولي” الذي تقوده، لافتةً إلى “استعداد سلاح الجو الروسي لأي مواجهة تضرب عرض الحائط بتفاهمات “عدم التصادم” القائمة حالياً بين الطرفين فوق الأجواء السورية”.
يشار إلى أنّ وزير الخارجية فيصل المقداد، شدد خلال لقائه نظيره الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الأربعاء الفائت، في مؤتمر صحفي مشترك في طهران على ضرورة خروج القوات الأمريكية من سوريا.
وفي هذا الصدد قال المقداد: “من الأفضل للجيش الأمريكي أن ينسحب من سوريا قبل أن يتم إجباره على ذلك” مشيراً إلى أن “سوريا وأصدقاءها ليسوا عاجزين عن إنهاء وجود داعش” منوّهاً إلى الوجود الأمريكي بمنطقة التنف جنوبي سوريا بالتحديد، وقال: “الولايات المتحدة تريد أن تكون منطقة التنف التي تحتلها مركزاً للتنظيمات الإرهابية التي ترسلها لهذا المكان أو ذاك”.
أثر برس