تسببت عملية تفجير أجهزة “البيجر” التي نفذها الكيان الإسرائيلي بجرح الآلاف في لبنان إلى جانب استشهاد عدد من الأشخاص بينهم أطفال، وذلك في عملية أولى من نوعها ومن شأنها أن تنقل المعركة إلى مكان آخر، وفق آراء معظم الخبراء.
ماذا حدث؟
أعلنت شعبة العلاقات العامة في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي اللبناني، أنّ أجهزة اتصالاتٍ لاسلكية “بيجر” تعرّضت للتفجير في عدد من المناطق اللبنانية، ولاسيما في الضاحية الجنوبية، مفيدةً بأنّ ذلك أدى إلى وقوع إصابات.
وفي حصيلة نشرتها الصحة اللبنانية فإن الانفجارات أودت بحياة 9 أشخاص وإصابة ما يقارب 3000 جريح.
وأعلن حزب الله في بيان أولي له أن الانفجار حدث بعد وصول رسالة مشتركة إلى عدد من حاملي أجهزة “البيجر” في وقت واحد.
وبعد هذا البيان أصدر حزب الله بياناً آخر أكد فيه أنه “بعد التدقيق في كل الوقائع والمعطيات الراهنة والمعلومات المتوفرة حول الاعتداء الآثم الذي جرى بعد ظهر هذا اليوم فإنّنا نحمّل العدو الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان الإجرامي والذي طال المدنيين أيضًا وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء وإصابة عدد كبير بجراح مختلفة”.
ماذا علّق الكيان الإسرائيلي؟
بعد ساعات قليلة من الحادث أكدت وسائل إعلان عبرية أن “المجلس الأمني والسياسي الإسرائيلي المصغّر” سارعا إلى عقد اجتماع للبحث في الوضع على الجبهة مع لبنان، وسط تقديرات أفادت بأن “يُقدم حزب الله على تنفيذ ردّ واسع ضد إسرائيل”.
كما عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” اجتماعات أمنية وعسكرية للبحث في هذا الشأن.
وأفادت قناة “كان” برفع حالة التأهّب في جميع الموانئ البحريّة بما في ذلك “إيلات”، كما أشارت القناة “14” العبرية إلى أنه “ابتداءً من الليلة سينتقل الثقل الأمني والعسكري من قطاع غزة إلى الجبهة الشمالية”.
ونقلت صحيفة “يسرائيل هيوم” عن مصدر أمني قوله: “إن مشاورات أمنية مكثّفة جرت في الساعات الأخيرة بشأن إمكانية نشوب حرب ضد حزب الله”، مشدّداً على أن “التوتر الشديد مع حزب الله وصل إلى حافة الهاوية”.
وعن سبب تنفيذ العملية في هذا التوقيت، نقل موقع “واللاه” العبري عن مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى قولهم: “إن إسرائيل شغلت البيجرات المفخخة الآن خشية اكتشافها من حزب الله”، مضيفاً أن “غالانت اتصل بنظيره الأمريكي قبل دقائق من بدء تفجّر البيجرات وأخبره أن إسرائيل في صدد تنفيذ عملية في لبنان قريباً لكنه رفض إعطاء تفاصيل محددة عن الهدف أو شكل العملية”.
بدوره نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن مصادره أن الكيان الإسرائيلي نفذ الهجوم بعد حصوله على معلومات أفادت بأن شخصيتين من حزب الله اكتشفا اختراق الأجهزة، موضحة أن “الخطة الأصلية كانت تفجير الأجهزة إذا اندلعت حرب شاملة”.
من أين وصلت الأجهزة؟
أجهزة “البيجر” التي انفجرت تحمل العلامة التجارية التابعة لشركة “غولد أبوللو” التايوانية، ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين أمريكيين وآخرين لم تسمهم، قولهم: “إن أجهزة النداء اللاسلكية التي انفجرت “صنعتها شركة غولد أبولو التايوانية وفخختها إسرائيل قبل أن تصل إلى لبنان”.
بينما أوضح مؤسس الشركة هسو تشينج كوانغ، في تصريح لوكالة “رويترز” أن “أجهزة البيجر التي انفجرت في لبنان ليست من تصنيع الشركة، بل من تصنيع شركة في أوروبا لديها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة التايوانية”.
يشار إلى أن الحادثة لاقت إدانات دولية وعربية عدة، ومطالب بضرورة فتح تحقيق دولي بشأنها، من جهتها، أعلنت الدفاع الأمريكية أنها غير ضليعة بالعملية التي نفذها الكيان الإسرائيلي.