خاص || أثر برس بات سكان المنطقة الشرقية أمام ضرورة الاعتماد على وسائل النقل القديمة، مثل الدراجة النارية ثلاثية العجلات، أو العربات التي تجرها المواشي والتي تعرف باسم “الطنبر”، وذلك في ظل عدم توافر حتى المحروقات المكررة بشكل بدائي نتيجة سياسة التمييز التي تمارسها “قسد“.
تقول مصادر محلية لـ “أثر برس”، إن عدم توافر المحروقات أفضى إلى ارتفاع سعرها في المنطقة، فعاد السكان لتكثيف استخدام الدراجة النارية ثلاثية العجلات التي تعرف باسم “الطرطيرة” التي تستخدم في عمليات التنقل، ونقل البضائع بكميات صغيرة، وصولاً لاستخدامها كـ “بسطات”، ويعود الأمر لكون هذا النوع من الدراجات غير ممنوع من قبل “قسد”، بخلاف الدراجات ثنائية العجلات التي تعرف باسم “ميتور”، والتي يتم مصادرتها من قبل دوريات “قسد”، وحواجزها بدون مبررات.
وبحسب سكان محليين، فإن “الطنبر” عاد إلى المنطقة بكثافة للاستخدام في عمليات نقل مواد البناء أو الخضار، أو الاستخدام في عمليات بيع المواد من قبل الباعة الجوالين، في وقت ارتفعت فيه أسعار “حيوانات الجر”، مثل “البغال – الحمير”، ليقارب سعر الحمار الواحد 500 ألف ليرة سورية في بعض المناطق، وأكثر من ذلك في مناطق أخرى، علماً أن هذا النوع من حيوانات الجر لم يكن يباع أو يشترى في مرحلة ما قبل العام 2011، حيث كانت تمنح بشكل مجاني بين السكان، الأمر الذي يدفع “أبو محمد”، وهو أحد سكان مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي للسخرية من الواقع المعاشي لما تعيشه المنطقة الشرقية ليقول لـ “أثر برس”: “الحرب عزّت الحمير وذلت الأصيل”، في إشارة منه لكون أسعار “الخيول الأصيلة”، وإن كانت مرتفعة لا تمثل القيمة الحقيقية لها في السوق لكون تجارة وتربية هذا النوع من الخيول تراجع بشكل كبير خلال السنوات الماضية.
يجد سكان المنطقة الشرقية أنفسهم أمام خيارات صعبة نتيجة الممارسات التي تقوم بها “قوات سوريا الديمقراطية”، من خلال التمييز بين منطقة وأخرى من حيث الخدمات، فالمدن التي تعتبرها “قسد”، مناطق “حاضنة شعبية” لها تحظى بتوافر المحروقات المكررة بشكل بدائي، وبأسعار أقل من مناطق الريف التي تحتلها من محافظتي دير الزور والرقة، إضافة للريف الجنوبي من محافظة الحسكة، ففي حين أن سعر ليتر المازوت لا يتجاوز 300 ليرة في أسوأ الأحوال شمالي محافظة الحسكة، فإنه يصل إلى حوالي 1000 ليرة شرقي دير الزور مثلاً، ومع دخول موسم الحصاد بات الطلب على المحروقات مرتفعاً، ما أجبر السكان على استخدام الأساليب اليدوية في الحصاد باستخدام أدوات مثل “المنجل”، الأمر الذي انعكس على الموسم من حيث المدة ومراحل إعداد القمح للتسويق.
الحياة في المناطق التي تحتلها “قسد”، تسير باتجاه معاكس لعقارب الساعة، إذ يقول “أبو حيان المصطفى”، إن الزمن يسير في المحافظة عكسياً، إذ عاد السكان لكل ما هو قديم وكاد يعتبر مجرد ذاكرة، فالطنابر والمناجل واستخدام أساليب ومواد البناء التقليدية مثل الطوب الطيني والأعمدة الخشبية، أشياء كانت على وشك الانقراض قبل الأزمة، لكنها اليوم ضرورات ملحة.