خاص || أثر برس يستحوذ الحطب على اهتمام الأهالي خاصة في ريف دمشق كمناطق الغوطة والقلمون، بشكل زاد من التعديات الحراجية على الغابات والأراضي الحراجيّة بغية بيع الأشجار كـ “حطب للتدفئة”، لكثرة وفرته ورخصه نظراً لغلاء المازوت، على الرغم من إصدار قوانين وتشريعات وتعاميم كان آخرها من وزارة العدل التي طلبت من القضاة الاهتمام الكبير بالدعاوى الحراجيّة
ما مصدر الحطب؟
“المصدر الأول للحطب اللاذقية، ونقوم بتوصية التجار على كميات كبيرة ويقومون بتأمين وصولها من اللاذقية إلى الغوطة” بحسب ما أشار إليه بائع حطب في بلدة عين ترما لـ “أثر”.
وتابع: “غالبية الأهالي استبدلت تدفئة المازوت والغاز بالحطب، لوفرته ولانخفاض تكاليفه، وهذا ما يبرر كثرة الطلب عليه، حيث يتم بيع كميات كبيرة لأهالي البلدة والبلدات المجاورة، لذلك أطلب كميات كبيرة أسبوعياً”، مضيفاً: “يبلغ سعر طن الحطب الأخضر 1.5 مليون ليرة سورية، نبيعه بـ 1.8 مليون، أما الحطب اليابس يتراوح سعر الكيلو بين 3300 و4000 آلاف”.
بائع حطب آخر في مدينة جيرود بريف دمشق، يوضح لـ”أثر” أن الحطب المباع في الساحل غالبيته أخضر أي أنه “غير مجفف” كونه حديث القطع، وبالتالي يكون سعره منخفض، وبالتالي غالبية البائعين يشترون الحطب الأخضر بسعر منخفض، وينتظرونه ليجفّ وبعدها يبيعونه “حطب يابس” بسعر أغلى.
ويشرح البائع أن الحطب يصله من الساحل حيث يتم نقله من قبل أصحاب السيارات الكبيرة مقابل أجر مرتفع، لأن مسؤولية كبيرة تقع على عاتقهم إذا تمّ إيقافهم، قائلاً بلهجته العامية: “غالبيتهم مدبرين وضعهم”.
وفي مدينة يبرود، يؤكد بائع حطب لـ “أثر” أن جميع الحطب المباع في المدينة مصدره غابات طرطوس واللاذقية، وأن التعديات التي تحصل على المرافق العامة في ريف دمشق تكون كمياتها قليلة، أي هدف قاطعها التدفئة المنزلية وليس التجارة.
وأردف: “المشمش من أكثر أنواع الحطب طلباً، ونشتريه من مراكز بيع الحطب في اللاذقية بكميات كبيرة، وبأسعار متفاوتة بين اليوم والآخر، ويتم توصيله لمناطق القلمون عبر سيارات ترسل من قبل البائعين في اللاذقية ونحن ندفع أجرتها، حيث تتراوح أجرة السيارة الكبيرة لنقل الحطب بين المليون والمليون ونصف”.
ماذا عن اللاذقية؟
أكدت مصادر أهلية في اللاذقية لـ “أثر” أن التعديات على المرافق العامة وحتى على الأراضي الزراعيّة الخاصة دون رقيب، ويقوم من يتعدى ويقطع الأشجار ببيعها لتجار وبائعي الحطب بسعر 800 ألف للطن الواحد، أي للحطب الأخضر “غير اليابس”، ويدمج فيه عدة أنواع مثل حطب المشمش والسنديان والجوز والسرو.
وبيّنت المصادر أن قطع الأشجار أصبح مهنة يمتهنها الكثير من الناس الذين لا عمل لهم، مقابل 40 ألف عن كل شجرة يقطعونها من قبل بائعي الحطب.
ضبوط في ريف دمشق:
بدوره، أوضح مدير زراعة ريف دمشق عرفان زيادة لـ “أثر” أنه تمّ تنظيم 4 ضبوط حراجية لحالات تهريب الأحطاب في مخفر الدوير الحراجية ومخفر حراج الزبداني.
وأشار زيادة إلى أن عدد الضبوط الحراجية المنظمة في محافظة ريف دمشق بلغ خلال عام 2023 حوالي 201 ضبطاً حراجياً، وخلال عام 2024 بلغ 16 ضبطاً حراجياً حتى تاريخه.
ونوّه في حديثه لـ”أثر” إلى أن العقوبات بحق قاطعي الأشجار والمهربين تكون ضمن مخالفة أحكام قانون الحراج رقم /39/ لعام 2023 وخاصة المادتين /47-48/ منه.
يذكر أن وزارة الزراعة أصدرت قرار بإيقاف رخص نقل الحطـب إلى خارج محافظة اللاذقية، للحدّ من تهريبها والحدّ من التعديات على الحراج.
كما يشار إلى أن مجلس الوزراء وافق أواخر العام الماضي 2023، على توصية اللجنة الاقتصادية بتأييد مقترح وزارة الزراعة بالسماح باستيراد كمية 10 آلاف طن من أحطاب التدفئة الجافة منزوعة القلف شريطة التأكد من خلوها من الآفات الحجرية.
والجدير ذكره، أن سعر كيلو الحطب يتراوح بين 2400 و 4000 آلاف في ريف دمشق وفق ما رصد مراسل “أثر”، بحسب نوعه ودرجة جفافه “يباسه”.
أمير حقوق – ريف دمشق