خاص || أثر برس حققت أسعار الألبسة والأحذية في أسواق حلب، أرقاماً قياسية، على اختلاف أنواعها ودرجات جودتها، أو حتى مكان عرضها في الأسواق المختلفة سواء منها الراقية أو الشعبية.
ورصد مراسل “أثر” خلال جولة في 3 أسواق مختلفة الدرجات، تفاوتاً كبيراً في الأسعار، إلا أن الطابع العام لأسعار الألبسة والأحذية، غلبت عليه سمة الارتفاع الكبير الذي يفوق القدرة الشرائية للمواطن، حتى ضمن الأسواق التي لطالما كانت قريبة خلال السنوات الماضية من جيوب أرباب الأسر محدودة الدخل.
وخلال الجولة التي استهدفت أسواق “الموكامبو” ذو التصنيف الراقي، و”الفرقان” المتوسط نسبياً، و”العبّارة” الشعبي الذي يعد من أكبر وأهم أسواق حلب، لوحظ تفاوت هائل على صعيد الأسعار، فعلى سبيل المثال لا الحصر، بلغ سعر “بنطلون الجينز” الرجالي في السوق الأول أكثر من 40 ألف ليرة، وفي سوق “الفرقان” تراوحت الأسعار ما بين 30 إلى 35 ألف ليرة وسطياً، فيما سجل السعر الأرخص للبنطال في سوق “العبارة” وشارع “القوتلي” حيث تراوح السعر ما بين 15 ألف، و25 ألف ليرة بحسب تفاوت درجات الجودة.
ارتفاع أسعار الألبسة لم يكن حكراً على ألبسة فئة محددة دون أخرى، حيث ضرب الارتفاع ألبسة مختلف الفئات (رجالي- نسائي- ولادي)، إلا أن السمة الغالبة للارتفاع كانت من نصيب الألبسة الولادية التي سجلت أرقاماً قياسية مقارنة بما سجلته خلال فترة “وقفات” عيد الفطر من العام الماضي.
وبحسبة متوسطة للحد الأدنى من سعر “بدل العيد” كما يسميه الحلبيون، والذي يتكون من 3 قطع، قميص أو “بلوزة” وبنطال وحذاء، فإن سعر البدل الرجالي تراوح ما بين 60 ألف إلى 70 ألف ليرة سورية، بينما سعر البدل النسائي 3 قطع بشكل عام فتراوح 80 إلى 85 ألف، بينما يتجاوز سعر البدل الولادي الكامل ذي النوع الجيدة من عتبة الـ 75 ألف ليرة.
وفي ظل الأسعار المسجلة في الأسواق، بات يتوجب على رب الأسرة المكونة على أقل تقدير من 4 أشخاص، أب وأم وولدين، أن يدفع وسطياً ما يقارب 300 ألف ليرة سورية، أي ما يفوق متوسط الرواتب في حلب سواء للقطاعين العام أو الخاص، بـ 3 إلى 5 أضعاف.
ويعزف العديد من أرباب الأسر، عن شراء “بدل العيد” خاصتهم، مفضلين الشراء لأفراد أسرتهم فقط، ضغطاً للنفقات ولتخفيف أعباء العيد، التي لا تقتصر فقط على الألبسة، وإنما تمتد إلى شراء مستلزمات طبخ مأكولات العيد “التي تكسر الظهر في ظل الغلاء الفاحش الذي ما يزال مسيطراً على أسعار المواد الغذائية، وباعتبار أن العيد بالدرجة الأولى هو للعائلة وتحديداً للأولاد، فنفضل أن نوفر ثمن الثياب لشراء الأمور الأكثر ضرورة”، وفق قول عدد من أرباب الأسر لـ “أثر”.
وبعيداً عن الحسابات وتصنيف الأسواق، تمتلك محال “الماركات” العالمية أو المشهورة الموجودة في مدينة حلب، على قلتها، بورصة متفرّدة عن الأسعار في كل أسواق المدينة، حيث يتوجب على الراغبين بشراء ألبسة العيد من تلك المحال دفع مبالغ طائلة تتجاوز الـ 150 ألف ليرة للبدل الواحد محد أدنى، الأمر الذي جعل من تلك “الماركات” حلماً بعيد المنال عن الغالبية العظمي من أبناء المدينة.
وبالإطار العام، فلم تسجل أسواق حلب حتى اليوم، أي قبل أسبوع تقريباً من حلول أول أيام عيد الفطر، إقبالاً كبيراً على الشراء، رغم الازدحام الذي يسجل في بعض الأسواق خلال فترة ما بعد الإفطار، إلا أن ذلك الازدحام لا يتجاوز كونه “حركة بلا بركة” وفق ما وصفه عدد من أصحاب المحال خلال حديثهم لـ “أثر” باعتبار أن نسبة كبيرة من المواطنين الذين يقصدون الأسواق حالياً، يقصدونها بغرض “الفرجة” والاطلاع على الأسعار لا أكثر، على مبدأ “خلينا نتنور أحسن ما ننصدم بوقفة العيد”.
زاهر طحان – حلب