خاص|| أثر برس شهدت مدينة حلب خلال ساعات صباح اليوم تفاقماً كبيراً على صعيد أزمة وسائل النقل الجماعي بنوعيه “السرافيس” وباصات النقل الداخلي، في ظل عزوف معظم المواطنين عن استخدام سيارات “التاكسي” في تنقلاتهم.
صبيحة اليوم الأول لتطبيق قرار رفع سعر البنزين المدعوم الذي أصدرته وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ليلة أمس، حملت معها حالةً من الوجوم على وجوه الحلبيين، والذين أبدوا خلال حديثهم لمراسل “أثر” عن غضبهم من آلية وطريقة إصدار القرارات، وعدم مراعاتها لظروف المواطن المعيشية، كاشفين عن قلقهم الكبير من الأيام القادمة وما قد تحمله معها من قرارات جديدة.
وسُجّلت في مدينة حلب خلال ساعات الصباح حالةً من الازدحام الهائل على وسائل النقل الجماعية، وسط إقبال وتهافت كبير من قبل المواطنين على استخدامها في تنقلاتهم، وامتناع شبه تام عن ركوب سيارات الأجرة تجنباً للدخول في “المفاصلة” التي ستتطور بكل تأكيد إلى مشاحنات قد لا يُحمد عقباها مع السائقين، ولتوفير الأجرة المرتفعة التي يتوجب دفعها لقاء “رفاهية” الركوب في التاكسي.
وبحسب ما رصده مراسل “أثر”، فإن الغالبية العظمى من سائقي “التاكسي” بادروا منذ بدء عملهم صباح اليوم، إلى رفع أجرة الركوب في سياراتهم بمعدل يتراوح بين 25 – 30 بالمئة، عما كانت عليه التسعيرة في الأيام السابقة، بنسبة تقارب النسبة المئوية التي ارتفع بموجبها سعر ليتر البنزين المدعوم.
وبحسب التسعيرة الجديدة لركوب “التاكسي” فإن أجرة التوصيلة بين المسافات القريبة، التي كانت تبلغ تقريباً 2500 ليرة سورية ارتفعت إلى ما يقارب 3500 ليرة سورية، بعد جبر الكسور الناتجة عن النسبة المئوية، لتسجل التوصيلات ذات المسافة البعيدة كيلومترياً بالنتيجة أرقاماً قياسية غير مسبوقة في تاريخ المدينة.
الارتفاع الجديد على سعر البنزين وكنتيجة طبيعية على سيارات “التاكسي”، أجبر الحلبيين على ركوب وسائل النقل الجماعي المتوفرة سرافيس وباصات النقل الداخلي، ما تسبب بحالة ازدحام واختناقات كبيرة ضمن تلك الوسائل، والتي بات الركوب فيها بمثابة الإنجاز الكبير للمواطن سواءٌ أكان جلوساً أم وقوفاً، فالمهم في النتيجة هو توفير ما أمكن من مصاريف وأعباء الحياة اليومية.
وكانت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك أصدرت ليلة أمس قراراً يقضي برفع سعر ليتر البنزين المدعوم، من 750 ليرة سورية إلى 1100 ليرة، في خطوة لم تكن متوقعةً وسط كل الأزمات المعيشية التي يعيشها المواطن على كل الأصعدة، بدءاً من المشتقات النفطية، وليس انتهاءً بالمواد الغذائية.
زاهر طحان – حلب