أثر برس

وسط تفاقم معاناة المدنيين.. منظمات ممولة تركياً تغلق مكاتبها وأخرى “تتفنن” في سرقة المساعدات شمال حلب

by Athr Press G

خاص || أثر برس ما يزال ملف المنظمات الإغاثية الممولة تركياً والعاملة ضمن مناطق سيطرة فصائل أنقرة بريف حلب الشمالي، يطفو على السطح بين الحين والآخر، في ظل غياب أي دور للرقابة سواء على عمل تلك المنظمات، أو بالنسبة لممارسات مسلحي الفصائل المستمرة لناحية سرقة المساعدات والاعتداءات المتكررة على العاملين فيها.

وعن آخر مستجدات ملف المنظمات الإغاثية في شمال حلب، أعلنت منظمة “قوافل الخير” التي تنشط ضمن عدة مناطق في عموم الريف الشمالي، عن إغلاق مكتبيها الرئيسيين في مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة أنقرة ومسلحيها بريف حلب الشمالي الشرقي، لأسباب متعلقة بممارسات مسيئة بحق العاملين فيها على يد مسلحي الفصائل.

وقالت المنظمة عبر بيانٍ نشرته على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن موظفيها تعرضوا خلال الفترة الماضية لسلسلة من المضايقات التي مارسها مسلحو أنقرة، قبل أن تتطور تلك المضايقات إلى حد التهديد والوعيد للموظفين، وإشهار السلاح عليهم أثناء تأدية عملهم، الأمر الذي دفع بالمنظمة لإغلاق مكتبيها “حرصاً على سلامة العاملين، ودرءاً لحدوث مفاسد أكبر”، وفق ما جاء في البيان.

وأشارت المنظمة في بيانها إلى أنها أطلقت عدة حملات لمساعدة الأهالي في مناطق شمال حلب خلال شهر رمضان، في مقدمتها حملتا “الرغيف المجاني، ووجبات الإفطار”، إلا أن الحملتين، بحسب ما أوردته مصادر محلية لـ “أثر”، قوبلتا بمضايقات بالجملة من قبل مسلحي أنقرة، والذين حاولوا فرض توزيع المساعدات على عائلات محددة من قبلهم، والاستئثار بحصة كبيرة من المواد التي تقدمها المنظمة.

وأضافت المصادر أنه ورغم المحاولات الحثيثة التي جرت من قبل موظفي المنظمة لاستيعاب تلك المضايقات وتفاديها، إلا أن عدداً من قياديي مسلحي أنقرة، بادروا إلى تهديد الموظفين بالاعتقال والقتل، في حال لم يتم تخصيصهم بالحصة الأكبر من المساعدات، الأمر الذي دفع بالمنظمة إلى إغلاق مكاتبها والتوقف عن العمل.

من جانب آخر، وفي سياق الحديث عن المنظمات الإغاثية العاملة شمال حلب، تحدثت مصادر محلية لـ “أثر” من منطقة جرابلس، عن عمليات تلاعب بالجملة من قبل منظمة “نسائم الخير” الممولة والمدعومة تركياً، بأموال تم تخصيصها لدعم المزارعين العاملين في المنطقة، لصالح عدد من قياديي ومسلحي فصائل أنقرة.

وفي التفاصيل التي أوردتها المصادر، فإن المنظمة كانت أعلنت قبل نحو شهرين عن فتح باب التسجيل أمام المزارعين لدعمهم بمبلغ مالي يصل إلى 200 دولار أمريكي، مع اشتراط أن تكون الأراضي مزروعة بالحنطة على مساحة لا تقل عن خمسة دونمات.

وفور الإعلان عن الدعم الجديد، سارع المزارعون ممن يستوفون الشروط إلى تسجيل أسمائهم لدى المنظمة، إلا أنهم صدموا أثناء عملية توزيع المبالغ المالية خلال اليومين الماضيين، بعدم ورود أسمائهم في جداول التوزيع المعتمدة لدى المنظمة، بينما حلّت محلهم أسماء قياديين ومسلحين بارزين من فصائل أنقرة، معظمهم لا يمتلكون بالأصل أي أراضٍ زراعية.

وأشارت المصادر إلى تواطؤ العاملين في منظمة “نسائم الخير” مع كبار قياديي فصائل أنقرة، لسرقة الأموال التي تقدمها المنظمة للأهالي المدنيين، مبيّنة بأنها ليست المرة الأولى التي يُحرم بها الأهالي من المساعدات المقدمة إليهم، لصالح قياديي فصائل أنقرة.

وتنشط ضمن مناطق سيطرة تركيا وفصائلها بريف حلب الشمالي، العديد من المنظمات الإغاثية التي يتم تمويلها تركياً أو قطرياً أو بشكل مشترك من كلا الطرفين، إلا أن غالبية نشاطات تلك المنظمات تصب في خانة تقديم المساعدات والأموال لقياديي ومسلحي فصائل أنقرة على حساب المدنيين، ما يتسبب بالمزيد من المعاناة وسوء الحالة المعيشية للأهالي القاطنين ضمن تلك المناطق.

زهر طحان – حلب

اقرأ أيضاً