أثر برس

“حمـ.ـا.س” تحسم قرارها بالعودة إلى دمشق.. ما الذي أعادها اليوم وماذا عن الخطوات المقبلة؟

by Athr Press Z

حسمت حركة “حماس” موقفها وقررت العودة إلى دمشق ، بالرغم من الجدل الكثير الذي دار بين أوساطها، والذي أكد ذلك عمد عضو المكتب السياسي للحركة الدكتور خليل الحية د.خليل الحية إلى تجاهله عندما سُئل عنه من قِبل أحد الصحفيين في المؤتمر الصحفي الذي عُقد أمس عقب لقاء وفد الفصائل الفلسطينية وعلى رأسهم “حماس” مع الرئيس بشار الأسد.

عودة “حماس” في هذا التوقيت تعد خطوة تحمل العديد من الخلّفيات ومدفوعة بمستجدات عديدة، وفي هذا السياق نقلت صحيفة “العرب” اللندنية عن أوساط فلسطينية قولها:
“إن حماس، التي سعت لإعادة العلاقة مع سوريا، تريد توسيع دائرة الترضيات بشكل يبدو أكثر صعوبة بسبب تناقض الأجندات بين حلفائها، ما يدفعها إلى الإدلاء بالتصريحات التي تشيد بكل دولة على حدة، وهو أمر لا يمكن أن يستمر طويلاً خاصة أن كل حليف من حلفائها يريد استثمار هذه العلاقة لصالحه وتوظيفها في أجنداته، كما أن الاستمرار على هذا النهج قد يقسّم الحركة إلى “حماسات” متعددة كل فصيّل يرتبط بجهة خارجية”، مؤكدة أن “ميل حماس هذه الأيام كان لصالح إيران في ظل سيطرة التيار الراديكالي في الحركة الذي يرى أن الدوحة وأنقرة لا تقدّمان إلى حماس الكثير، وأن تقوية العلاقة مع طهران تتيح للحركة تجنب المزايدات بين الفصائل وجمهورها بشأن توظيف حماس للمقاومة في خدمة أجندتها الخاصة لتأمين التقارب مع إسرائيل وضمان الاعتراف الإقليمي بها كشريك مفاوض على أنقاض سلطة فلسطينية مريضة”.

وكذلك نشر موقع “middleeasteye” البريطاني مقالاً تحليلي أشار خلاله إلى أن: “إعادة العلاقات مع دمشق تؤدي إلى إحياء محور المقاومة التقليدي ضد إسرائيل الذي يشمل طهران وحزب الله إلى جانب الحوثيين في اليمن، وتأتي إعادة تحالف حماس مع دمشق في الوقت الذي تتواصل فيه الدول العربية الأخرى مع إسرائيل، حيث قامت الإمارات والبحرين والمغرب بتطبيع العلاقات مع إسرائيل كجزء من اتفاقيات إبراهيم المدعومة من الولايات المتحدة”.

وكذلك أكد موقع قناة “euronews” الأوروبية أنه في هذه المرحلة: “يساعد تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية في إعادة ضم حماس إلى ما يسمّى محور المقاومة ضد إسرائيل والذي يضم أيضاً إيران وحزب الله”، ونقل الموقع عن المحلل السياسي الفلسطيني مصطفى الصواف، قوله: “إن خطوة حماس التصالحية تجاه سوريا تهدف إلى خلق أرضية جديدة للفصيّل الإسلامي”.

فيما نشرت صحيفة “theweek” الأمريكية مقالاً أشارت خلاله إلى أن العلاقات التي كانت تربط الدولة السورية مع “حماس” قبل أن تقدم الأخيرة على قطع علاقاتها مع دمشق، لافتة إلى أنه “قبل الانقسام، احتفظت حماس لفترة طويلة بقاعدة سياسية في سوريا، وتلقت دعم دمشق في حملتها ضد إسرائيل، وبقيت قيادة حماس القوية في المنفى في سوريا حتى بعد أن استولت الجماعة على السلطة في قطاع غزة في عام 2007”.

يبدو أن قرار عودة “حماس” إلى دمشق كان خياراً لا بد منه بإجماع كافة أجنحة الحركة وداعميها بما فيهم قطر وتركيا، بحسب ما أكده د.الحية الأمس، مؤكداً أنه تم طي صفحة الماضي المليئة بالأخطاء وإعادة فتح صفحة جديدة، مؤكداً في الوقت نفسه أن الخطوات المقبلة ستكون هادئة ولن تكون سريعة، حيث سبق أن أكدت تسريبات صحفية أن دمشق التي رحّبت الأمس بوفد “حماس” حريصة على التعامل بحذر وهدوء شديدين.

زهراء سرحان- أثر برس

اقرأ أيضاً