وسط تزايد الضغوط على روسيا من قبل حلف “الناتو” في حرب أوكرانيا، وكان آخرها القرار التركي بإغلاق أجوائها أمام الطائرات الروسية المتجهة إلى سوريا، نشرت صحيفة “نيزافيستيا غازيتا” الروسية تقريراً بعنوان “يستدرجون الكرملين إلى محادثات سلام باستخدام سوريا”.
وأشار المقال إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بعد انتهاء زيارته إلى تركيا والتي ناقش فيها آفاق حل الحرب الأوكرانية مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
ولفتت الصحيفة إلى أنه عشية زيارة غوتيرش إلى أنقرة، أدلى وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، بتصريح غير متوقع، قال فيه: “إن هناك اتفاقاً ما بين روسيا وأوكرانيا بات جاهزاً، ولم تؤكد موسكو ولا كييف كلام جاويش أوغلو، لكنهما لم تدحضاه أيضاً، وهذا يعطي محادثات غوتيريش في العاصمتين التركية والروسية بُعداً إضافياً”.
ونقلت الصحيفة عن خبير مجلس الشؤون الدولية الروسي، كيريل سيمينوف، قوله: “تقول تركيا إن روسيا، كلما طال الصراع كلما رفضت أكثر إجراء حوار في الجوهر، وكلما اضطرت أنقرة إلى الانخراط في إجراءات الضغط على روسيا، لأنها نفسها تتعرض لضغوط من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي”.
وحول خيار المقايضة بين سوريا وأوكرانيا بالنسبة للكرملين، قال سيمينوف: “قد يتزعزع الهدوء في سوريا قريباً، بالطبع، يبدو خيار مقايضة أوكرانيا بسوريا غير مقبول للكرملين، ما يعني أن الاتفاقات على هذا الأساس غير ممكنة، لكن حسم العملية الخاصة الروسية بالنصر لا يلوح في الأفق بعد، لذلك لا تُستبعد خيارات مختلفة للخروج من هذا الموقف، بما في ذلك الاتفاق على شروط معينة”، دون أن يوضّح طبيعة وماهية هذه الشروط.
يشار إلى أن خبراء سياسيين سوريين سبق أن أكدوا لـ “أثر” أنه خلال المرحلة الحالية لا نية لروسيا ولا لتركيا في تصعيد الوضع الميداني في سوريا، مشيرين إلى أن روسيا قد تلجأ إلى التصعيد ضد تركيا في سوريا في حال اتجهت أنقرة إلى المزيد من الانحياز والدعم للجانب الأوكراني في الحرب الحاصلة، وبالتالي زيادة الضغط على روسيا.