منذ التاسع عشر من آذار الماضي، خمد نشاط فصائل الغوطة الشرقية التي لم تتمكن من تنفيذ أي هجوم حقيقي باتجاه العاصمة دمشق، ولاسيما بعد سيطرة القوات السورية على حي القابون، إلا أن تحالفاً هشّا بين عدة فصائل عاد لينشط من جهة الشرق، لكن هذه المرة باتجاه مبنى إدارة المركبات بمحيط مدينة حرستا.
الهجوم المذكور بدأ قبل 7 أيام بهجمات انتحارية توالت بعد تفجير سيارة مفخخة من أحد محاور الإدارة العسكرية، ونجحت الفصائل المهاجمة -مؤقتاً- من التقدم ومحاصرة جيب صغير من الإدارة، في حين استقدمت القوات السورية تعزيزات عسكرية مهمتها في الدرجة الأولى “كسر الحصار” وقلب موازين المعركة.
بعيداً عن مجريات المعركة وتفاصيل الهجوم، ما هي الأهمية الاستراتيجية لإدارة المركبات؟ ولماذا تسعى فصائل الغوطة الشرقية إلى السيطرة عليها رغم تكبدها خسائر فادحة في العتيد والعداد جراء تصدي القوات السورية لها؟
لإدارة المركبات أهمية جغرافية غاية في الأهمية، ولاسيما أنها تفصل بلدات الغوطة الشرقية عن المتحلق الجنوبي، الذي يمتد بدوره إلى المنطقة الفاصلة بين حي جوبر ومنطقة عين ترما، كما تفصل الإدارة الجزء الشرقي لحرستا عن جزئها الغربي.
وما يزيد أيضاً من أهمية إدارة المركبات، مدى قربها من مدينة دوما التي تُعد مركز ثقل عسكري لـ “جيش الإسلام”، فضلاً عن إشرافها على مدن وبلدات رئيسية في الغوطة الشرقية “حرستا، عربين، ومديرا”.
مصدر ميداني تحدث لصحف رسمية قائلاً: “إن وظيفة إدارة المركبات تغيرت عما كانت عليها قبل اندلاع الحرب، إذا كانت تضم رحبة صيانة الدبابات وورشات إصلاح العربات التابعة للدوائر الحكومية، وكانت تضم أيضاً معهد فني مختص بتدريب ضباط وعناصر الجيش على إصلاح الآليات”.
ويتابع: “أما الآن، باتت إدارة المركبات قلعة من قلاع دمشق، يتخذ منها الجيش السوري حصن منيع في وجه الميليشيات المسلحة التي حاولت مراراً وتكراراً خرق هذا المحور، دون جدوى” على حد تعبيره.
وكانت فصائل المعارضة أطلقت المرحلة الثانية من معركة “بأنهم ظلموا”، والتي تهدف من خلالها إلى السيطرة على إدارة المركبات، بعد فشلها في المرحلة الأولى التي أطلقت قبل نحو شهرين، والتي خسرت على إثرها عشرات العناصر جراء تصدي القوات السورية للهجوم.