لبنان اليوم ليس كما كان منذ سنوات، فعندما تجول شوارع بيروت لا ترى صوراً للزعماء السياسيين حسب منطقة كل واحد منهم، بل ترى مشهداً مغايراً وإنما صوراً لرفات العسكريين كتب عليها ” لكل خاين: دمن المقدس برقابكم وحسابكم علينا!!” وأخرى “مسؤولينا ضحكوا علينا، ولادنا طلعوا بالأكفان وداعش طلع بالباصات المكيفة”.
حملات إعلامية وأخرى على وسائل التواصل الإجتماعي شهدها لبنان بعنوان “نعم لمحاسبة المتواطئين ليكتمل النصر”، وموجة غضب وتوتر استحوذت على أهالي العسكريين والمواطنين اللبنانيين، حيث هاجم مواطنون منزل وزير الدفاع الأسبق “سمير مقبل” في الرابية ورشقوا منزله بكريات الدهان الأحمر، فيما وقع إشكال وتلاسن حاد أمام خيمة أهالي العسكريين وسط بيروت كاد يصل إلى حد التضارب بين أشخاص ينتمون إلى فريقين سياسيين مختلفين، ومنهم إحدى المحاميات التي وصفت العسكريين بالقتلى دون إحترامٍ لمشاعر الأهالي.
أما حسين يوسف المتحدث باسم أهالي العسكريين والملقب “بجبل الدمعة الصامدة”، رفض تصديق موت ابنه إلى أن تصدر نتائج الحمض النووي قائلاً: “التاريخ سيحاسب السياسيين الذين لعبوا بدماء العسكريين الشرفاء، والشعب اللبناني كله يعرف من هم” سائلاً “كيف يسمح لإرهابيين مجرمين سفاكي دماء، بعد 3 سنوات من خطف العسكريين، ومن ثم إعدامهم، أن يخرجوا وكأن شيئاً لم يكن؟” متهماً الدولة “بالمساومة عليهم، وإفلات المجرم من دون عقاب أو محاسبة”.
وبالإنتقال إلى والد الجندي عباس مدلج نرى رأياً مماثلاً حيث قال: “المسؤولون ضحكوا علينا، قالوا لنا إن كل إعدام للجنود سيقابله إعدام من عناصر داعش وها هم عناصر داعش يخرجون بسلام”، مطالباً بأخد الثأر لابنه كما شدد مدلج على السياسيين “بعدم خروج مسلحي داعش إلا بعد انتشال جثة ابنه” التي لم يحدد مكانها حتى الآن.
وتشهد ساحات بيروت اعتصامات وموجة غضب من قبل المواطنين مرددين فيها بعض العبارت مثل ” لكم الله يا أهالي الشهداء الله يصبركم دواعش السلطة في لبنان باعو دماء أبنائكم ببلاش بل تاجرو بدمائهم ويلي بفقع أنهم أمنو خروج من ذبح الجنود بباصات مكيفة هي هية حكومتنا المنتخبة”، مطالبين بمحاسبة كل من تورط بدم العسكريين، كما أشار المعتصمون إلى “أن المدعوان أبو طاقية وأبو عجينة طمأنوا داعش والنصرة بعدم قيام الجيش بعملية عسكرية فورية ضدهم وأن انسحابهم إلى الجرود من عرسال مؤمن”، موجهين الاتهامات إلى فريق 14 آذار السياسي.
ومن الجدير بالذكر أن من كان يقود المعركة آنذاك في عام 2014 هو قائد فوج المغاوير العميد “شامل روكز”، حيث تلقى أوامر بوقف العمليات والتي صدرت من رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام، لدخول “هيئة العلماء المسلمين” ومفاوضة مسلحي “داعش”.