منذ تاريخ 7 تشرين الأول الجاري وانطلاق عملية “طوفـــان الأقـــصى” تناقش الأوساط “الإسرائيلية” فكرة التوغل البري إلى قطاع غــزة، إذ يشدد مسؤولون “إســرائليون” على أن التوغل البري بات الخيار الوحيد لأسباب عدة، أولاً: إعادة الأسـرى “الإسرائيليين”، وثانياً: لإعادة جزء من “الاعتبار الإسرائيلي” بعد عميلة طوفان الأقصى.
قناة “i24” العبرية نشرت تقريراً قالت فيه: “لدى الولايات المتحدة الأمريكية مخاوف وقلق من التهديدات ضد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط وقال الجيش الأمريكي إنه مع الدخول الإسرائيلي البري إلى غزة ستشكل القوات الأمريكية أهدافاً لمجموعات مسلحة عدة”.
بدورها، أشارت صحيفة “معاريف” العبرية إلى خطورة الأنفاق التي حفرتها حركة “حماس” في غزة، ونقلت عن خبراء عسكريين تأكيدهم أن “شبكة الأنفاق التي بنتها حماس من المتوقع أن تشكل أحد أكبر التحديات أمام جيش الدفاع الإسرائيلي إذا نفذ عملية برية في قطاع غزة”، وأضافت الصحيفة أنه “يقول الخبراء إن الأنفاق ستزيد من تعقيد السيناريو القتالي في حال حدوث غزو بري إسرائيلي للقطاع، إذ ذكر سبنسر أنها تسمح للمقاتلين بالتنقل بين مجموعة متنوعة من مواقع القتال المختلفة بأمان وحرية”، وأوضح الخبير في شؤون الحرب في مركز “كينغز كوليج” بلندن مايك مارتن أن “هذه الأنفاق تحيّد مزايا إسرائيل التسليحية، والتكتيكية، والتكنولوجية والتنظيمية”، وفق ما نقلته “معاريف”.
وفي السياق نفسه، نشر موقع “أكسيوس” الأمريكي تقريراً تحدث فيه عن المخاوف الأمريكية من هذا الهجوم، موضحاً أن مسؤولين أمريكيين وخبير الشرق الأوسط في أكسيوس باراك رافيد، لفتوا إلى مخاوف كبرى موجودة لدى واشنطن من التوغل البري “الإسرائيلي” إلى غزة، وتتمثل هذه النقاط الخمس بـ”أولاً: يريد أن يُخرِج ما يُقدَّر بما يزيد على 500 مواطن أمريكي محاصرين في غزة قبل اشتداد القتال، وهناك 6 محاولات لإخراجهم باءت بالفشل، ثانياً: يحتاج بايدن إلى مزيد من الوقت، لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، نظراً إلى المخاوف المتزايدة من مهاجمة إيران أو الجماعات المدعومة من طهران إسرائيل، ثالثاً: بايدن يخشى أن يؤدي الهجوم السريع والمتهور على غزة إلى دخول إسرائيل في معركة شوارع دامية طويلة، يمكن أن تقتل عشرات الآلاف من الناس، ومن دون أن تنجح في تدمير حماس، كذلك يمكن أن يدفع ذلك حزب الله وغيره إلى الانضمام إلى الحرب، مع احتمال تعرُّض الأمريكيين في المنطقة للخطر، رابعاً: نتنياهو على الرغم من الضغوط السياسية للتحرك بسرعة ضد حماس كان دائماً يتجنب المخاطرة، ولديه وجهة نظر متشككة إلى حد ما بشأن الخطط العسكرية الإسرائيلية، ويريد أن يكسب الوقت، لذلك فهو يريد الاستماع إلى الآراء الأخرى، خامساً: يريد بايدن تسليم مزيد من المساعدات لأكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، للحد من الأزمة الإنسانية وردود الفعل العالمية العنيفة”.
وفي الأسبوع الأول من التصعيد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن التوغل البري إلى غزة سيكون في غضون أيام، وأعلن بعد ذلك أن الظروف الجوية أجبرتهم على تأجيل هذه الخطوة، بينما كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” بعد ذلك أن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى فلسطين المحتلة نجحت في تأجيل هذه “الخطوة الإسرائيلية”، وذلك في الوقت الذي تؤكد فيه التحليلات الأمريكية و”الإسرائيلية” وجود مخاوف عدة من هذه الخطوة.