أفاد الخبراء بأن منطقة الشرق الأوسط تعتبر واحدة من أكثر المناطق تضرراً جراء التغير المناخي في العالم، إلى جانب كونها الأقل استعداداً للتعامل مع هذه الأزمة.
حيث نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، تقريراً توقعت فيه أن تصبح منطقة الشرق الأوسط غير صالحة للسكن مع نهاية القرن الحالي، نتيجة ما تشهده من ارتفاع في درجات الحرارة، وافتقار إلى القدرة على مواجهة التحديات التي تهدد وجودها، بعد أن مزقتها الحروب والطائفية.
وأشار التقرير إلى تحول العديد من دول المنطقة التي تمتلك مناظر خلابة خلال هذا الصيف، إلى تجمع للحرائق، وجزر ذات حرارة غير محتملة.
وأضاف أن “الكويت سجلت في حزيران الماضي، على سبيل المثال، درجة حرارة بلغت 53.2 درجة مئوية، بينما سجلت كل من عمان والإمارات والسعودية أكثر من 50 درجة مئوية، وفي تموز، ارتفعت درجات الحرارة في العراق إلى 51.5 درجة مئوية وسجلت إيران 51 درجة مئوية”.
وما يزيد الأمر سوءاً هو أن ذلك ليس سوى البداية، “إذ ترتفع درجة حرارة الشرق الأوسط بمعدل ضعفي المتوسط العالمي، وبحلول عام 2050 ستكون أكثر ارتفاعاً بمقدار أربع درجات مئوية مقارنة بـ 1.5 درجة التي وصفها العلماء لإنقاذ البشرية”، حسب التقرير.
أيضاً، تواجه البلدان الفقيرة تحديات مضاعفة، بسبب افتقارها إلى المرافق الأساسية كالمياه والكهرباء، والتي تعد ضرورية بشدة للبقاء على قيد الحياة وسط الحرارة المرتفعة.
ووفقاً لخبراء، فإن “الإصلاحات السياسية والاقتصادية التي تعزز المؤسسات وتشجّع الشركات على التفكير بحرية، ضرورية للحد من انبعاثات الكربون وضمان التحول إلى الطاقة النظيفة في الشرق الأوسط، إذ تضاعفت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في المنطقة بأكثر من ثلاثة أضعاف خلال العقود الثلاثة الماضية”.
من جهته، الخبير في مناخ الشرق الأوسط بمعهد “ماكس بلانك” جوس ليليفيلد، قال: إن “الشرق الأوسط تجاوز الاتحاد الأوروبي في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، على الرغم من أنه يتأثر بشدة بشكل خاص بالتغير المناخي”.
وأشار الخبير إلى أن العديد من مدن الشرق الأوسط، شهدت ارتفاعاً كبيراً بدرجات الحرارة وصل إلى ما يزيد على 50 درجة مئوية، مضيفاً “إذا لم يتغير شيء، قد تتعرض المدن مستقبلاً لدرجات حرارة تصل إلى 60 درجة مئوية، وهو ما سيكون خطيراً بالنسبة لأولئك الذين ليست لديهم إمكانية الوصول إلى مكيفات الهواء”.
وخلال الصيف الجاري، اندلعت حرائق في الشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا والولايات المتحدة، وتجاوز عدد الحرائق هذا العام متوسط عددها في السنوات السابقة في الكثير من الدول.
وكانت “الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ”، أصدرت تقريراً في وقت سابق تحدثت فيه عن سرعة تغير المناخ في العالم التي وصفتها بـ “غير المسبوقة منذ قرون أو عدة آلاف من السنين”.
وختم الخبراء تقريرهم قائلين: إن “النشاط البشري يحرك الاحترار العالمي بشكل لا لبس فيه وبمعدل غير مسبوق، والانبعاثات المستمرة للغازات الدفيئة قد تشهد أيضاً تغيراً في حدود درجات الحرارة الرئيسة خلال ما يزيد قليلاً على عقد”.