ضجّت وسائل الإعلام أمس الثلاثاء، بنبأ يرتبط باحتمال استئناف علاقات حركة “حماس” الفلسطينية مع الدولة السورية، وذلك بعد 10 سنوات من القطيعة، ومغادرة مقراتها في سوريا التي كانت تعتبرها مقراً لقيادتها في الخارج، وما تبع هذه الخطوة من تأييد أبدته الحركة للمعارضة السورية، والتحوّل الذي أبدته حماس بعد هذه السنوات بموقفها السياسي من الدولة السورية، هذا النبأ أثار العديد من التساؤلات حول المتغيرات والتطورات التي بنت عليها “حماس موقفها الجديد.
صحيفة “العرب” اللندنية أشارت في مقال لها إلى أن “حماس” هي الأكثر تضرراً من قطيعتها مع سوريا، حيث نشرت:
“قال مراقبون فلسطينيون إن حماس، وبعد أن فشلت خطة الإخوان والدول الداعمة لهم في السيطرة على موجة الربيع العربي، كانت الأكثر تضرراً خاصة أنها فقدت ثقة إيران الحليف الرئيسي لها والداعم بالسلاح والمال، مشيرين إلى أن هزيمة رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل وصعود إسماعيل هنية مكانه قد مهدا لعودة حماس إلى حلف إيران وحزب الله”.
فيما نقل موقع “عربي 21” عن المحلل السياسي طالب إبراهيم، قوله حول احتمال وجود شروط من قبل الحكومة السورية: “لا يوجد شروط والأخوة في حماس أدركوا جيداً خطأهم، وعلموا جيداً أنه لا يمكن الاعتماد على تركيا فهي كما إسرائيل أعضاء في حلف الأطلسي وقوى استعمارية”، وحول مستوى العلاقة وإمكانية إقدام “حماس” على فتح مكتب لها في سوريا، قال: “ما زالت الأمور غير واضحة، ولكن يبدو أن هناك بداية لعودة العلاقة، وقد تكون زيارة اسماعيل هنية لبيروت عاملاً مسرعاً لعودة العلاقات بين سوريا و الاخوة في حماس” مشيراً في الوقت ذاته إلى أن “الأنباء عن عودة العلاقات بين حركة حماس وسوريا فيه نوع من المصداقية، ولكن لا زالت الأمور غير مؤكدة وغير واضحة”.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “الشرق الأوسط” عن مصادرها قولهم: “إن عودة العلاقات كانت جزءاً من نقاشات حدثت لسنوات مع إيران وحزب الله اللبناني” مشيراً إلى أن “الحركة أصرت على أنها كانت حيادية ولم تتدخل، وأعطت مؤشرات إيجابية لكل الوسطاء، وحصلت كذلك على مؤشرات إيجابية من سوريا” وأكد المصدر أن قرار استئناف العلاقة مع سوريا ليس جديداً، واتخذ في وقت سابق وتحديداً قبل أكثر من 10 أشهر، في ضوء تغيّرات كثيرة، من بينها التغيير في قيادة حماس”.
الحديث عن استئناف “حماس” لعلاقاتها مع الدولة السورية لم يستند بعد إلى أي مصدر رسمي بعد، حيث تم نقله عن مسؤولين اثنين في الحركة من قبل وكالة “رويترز”، لكن بحسب التحليلات وآراء الخبراء والمختصون فإن واقع الفصائل الفلسطينية والوضع في فلسطين بشكل عام، جعل “حماس” بأمس الحاجة لإعادة هذا التقارب، إضافة إلى أن حماس لمّحت إلى هذا القرار سابقاً، وذلك من خلال عدة مواقف، ففي 2021 قال رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، إسماعيل هنية: “أوجه شكري إلى إيران، التي قدمت المال والسلاح والدعم الكبير للشعب الفلسطيني في مقاومته الباسلة ضد الكيان الصهيوني المحتل”، كما أشاد أحد قياديي الحركة، أسامة حمدان، بموقف الرئيس بشار الأسد، لدعمه ومساندته لفصائل “المقاومة الفلسطينية”.