حازت المصافحة التي تمّت بين الرئيس بشار الأسد ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي للمرة الأولى بينهما قبل بدء أعمال القمة العربية في جدة، أمس الجمعة، اهتمام الأوساط الإعلامية.
وتعليقاً على ذلك، كشف الخبير المصري محمد مخلوف، أنّ “سر الترحيب الحار المتبادل بين الرئيسين يكمن في موقف مصر المساند للدولة السورية، ورفضها تقسيم سوريا، وتأييد بقاء الجيش السوري موحداً، لافتاً إلى أن “مصر لعبت دورا كبيرا في حشد الجهود لإعادة سوريا لمقعدها في جامعة الدول العربية، وأن مصر ليس لها أي أطماع أو مصالح خاصة في سوريا، وتهدف إلى الحل السياسي السلمي.”
وأشار الخبير المصري في تصريحات لقناة “روسيا اليوم”، إلى أن “الرئيس الأسد مرتاح لدور مصر الذي أعلنته أكثر من مرة بشأن مساندتها لوحدة الدولة السورية، حيث عقدت العديد من الاجتماعات بين القاهرة ودمشق، حضرتها وفود أمنية رفيعة المستوى من الدولتين”، مضيفاً: إنّ “قبول وارتياح دمشق لدور القاهرة كان الفيصل في نجاح أكثر من اتفاق منها اتفاق الغوطة ثم اتفاق حمص بالشراكة مع روسيا؛ لأن الرئيس الأسد يدرك أن مصر حليف رئيسي له، ولديهما قواسم مشتركة تعزز أواصره”.
وأكد مخلوف، أنّ “مصر لم تشارك بأي وسيلة من الوسائل في سفك الدماء، وتعتبر سوريا جزءاً لا يتجزأ من تاريخها وسلامة أمنها القومي، إضافة إلى الدور الإنساني الذي قامت به مصر بتوجيهات من القيادة السياسية بشأن تقديم المساعدات وقت حدوث الزلزال المدمر الأخير”.
ولفت الخبير المصري، إلى كلمة السيسي أمام مجلس الأمن بخصوص الأزمة السورية، التي تحدث فيها عن “الثوابت المصرية الخمسة لحل الصراع، وأولها سلمية الحل، وثانيها ضرورة الحفاظ على وحدة التراب السوري، وثالثها ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية الوطنية، وفي مقدمتها الجيش السوري، ورابعها أن مستقبل سوريا يحدده السوريون فقط، وخامسها استبعاد قوى الإرهاب من أي اتفاق”.
وتابع مخلوف: إنّ “الرئيس السيسي أعلن بنفسه في لقاءات تلفزيونية دعم مصر الصريح للجيش السوري، كما زار مصر اللواء علي المملوك، رئيس مكتب الأمن الوطني، في كانون الأول 2018، وتباحث مع مدير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل في قضايا أمنية واستراتيجية مهمة، وزار أكثر من مسؤول سوري القاهرة”.
العلاقات المصرية – السورية
وكان الرئيس بشار الأسد قد تلقى اتصالاً هاتفياً من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد وقوع الزلزال الذي ضرب سوريا، للمرة الأولى بينهما، أكّد فيه “تضامن مصر مع سوريا وشعبها الشقيق، وحرصها على تقديم العون لمساعدة الشعب السوري على تجاوز هذا المصاب الأليم”، بحسب ما نقلته “رئاسة الجمهورية السورية”.
وحاز الاتصال الأول بين الرئيسين اهتمام الأوساط الإعلامية حينها، ونقلت قناة “روسيا اليوم” عن مصادرها في هذا الصدد، أن “هذا الاتصال المباشر بين الرئيسين السوري والمصري كان يتم التجهيز له منذ عامين تقريباً لإنجاز تواصل مباشر بينهما بعد انقطعت العلاقات على يد الرئيس المصري الراحل محمد مرسي إبان حكم الإخوان عام 2012”.
يشار إلى أن العلاقات بين البلدين مرت بعدد من المنعطفات، ففي عام 2011 أعلنت القاهرة في عهد الرئيس السابق محمد مرسي قطع علاقاتها مع دمشق وإلغاء عضويتها من الجامعة العربية، لتتخذ عام 2013 وبعد رحيل مرسي، موقف الحياد من الحرب على سوريا والتواصل مع المعارضة السياسية فقط.
وفي عام 2018 عندما حُسمت المعركة العسكرية لصالح الدولة السورية باستعادة سيطرة الجيش السوري على حلب وغيرها من الأراضي، بدأت تُبدي القاهرة رغبة بإعادة علاقاتها مع الدولة السورية، وبرزت هذه الرغبة بوضوح في تصريح وزير الخارجية المصري في كانون الثاني 2021 عندما قال: “إن مصر تتطلع إلى عودة سوريا لمحيطها العربي، فعودتها يعتبر أمراً حيوياً من صيانة الأمن القومي العربي”.
أثر برس