كشفت صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية عن فشل أمني جديد تعرّض له الاحتلال الإسرائيلي، إذ أكدت أن نقاط “الجيش الإسرائيلي” في قطاع غزة تعرضت لمحاولة سرقة أسلحة وذخائر.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن مستوطناً أقدم على انتحال صفة عسكرية وسرق أسلحة وذخائر من مناطق القتال في قطاع غزة، كما أنه التقط صوراً مع رئيس وزراء الاحتلال “بنيامين نتنياهو” ووزير الحرب “يوآف غالانت”.
وذكرت الصحيفة أن النيابة العامة قدمت لائحة اتهام ضد “روعي يفارح” (35 عاماً) من تل أبيب، وطالبت المحكمة المركزية بتمديد اعتقاله حتى نهاية الإجراءات، وبحسب اللائحة فإن “يفارح” وصل في 7 تشرين الأول الماضي، إلى منطقة القتال في الجنوب، وقدم نفسه كذباً في مناصب مختلفة، بما في ذلك خبير مفرقعات، ومقاتل في وحدة “يمام” الشرطية الخاصة، وضابط في جهاز الأمن العام “الشاباك”، ما سمح له بالوصول إلى الأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية.
وأكدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن “يفارح سرق أسلحة وذخائر بكميات كبيرة، منها قنابل يدوية وخراطيش ورصاص، بالإضافة إلى سرقة المعدات العسكرية ومعدات الشرطة، مثل الزي الرسمي وجهاز اتصال لاسلكي وطائرة من دون طيار وغيرها، ونقل بعض الأسلحة والذخائر بسيارته إلى أماكن مختلفة”.
وأضافت الصحيفة أنه “أثناء القبض عليه، كان يحمل أسلحة وذخائر ومعدات في سيارته وفي شقته وشقة والدته، كما أنه عثر بحوزته على بندقية هجومية من طراز M4، وثلاث عبوات ناسفة و14 قنبلة صوت، وقنبلتي دخان، وقذيفة M203، وصندوق ذخيرة 5.56 ملم، وصندوق ذخيرة مسدس عيار 9 ملم، وطائرة من دون طيار، وسترات واقية، وخوذات”.
ووصفت “يديعوت أحرونوت” الحادث بأنه “خرق أمني يضاف إلى الفشل الاستخباري والأمني منذ 7 تشرين الأول الفائت”.
وبعد الدخول البري إلى قطاع غزة كشفت تقارير عبرية عن حقائق عدة عن جنود الاحتلال، سواء بما يتعلق بممارساتهم أم بحالتهم الصحية جسدياً ونفسياً.
وفي هذا الصدد، كشف الجندي الإسرائيلي “شاحا مندلسون” عن اختطاف “النقيب هارئيل إيتاخ” رضيعة فلسطينية من قطاع غزة، بعد استشهاد عائلتها نتيجة القصف على منزلهم في قطاع غزة، من دون أن يسلمها للجانب الفلسطيني، وفق ما نقله موقع “عربي 21”.
وأكد “مندلسون” أن “النقيب إيتاخ” الذي قتل في 22 تشرين الثاني الفائت روى لأحد الجنود، أنه دخل منزلاً في غزة، وسمع صوت رضيعة تبكي، فاحتطفها إلى الأراضي المحتلة، مؤكداً أن عائلة الطفلة استشهدت بقصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، من دون أن يحدد موقع المنزل الذي وجد فيه الرضيعة.
وفيما يتعلق بالصحة النفسية والجسدية لجنود الاحتلال بعد معارك قطاع غزة البرية، أفادت صحيفة “هآرتس” العبرية بأن مجموعة من مديري مستشفيات الصحة العقلية في الأراضي المحتلة أرسلت ضمن “منتدى مديري مستشفيات الأمراض النفسية”، رسالة إلى مراقب “الدولة” و هيئة التفتيش، طالبوا فيها بإعلان حالة الطوارئ، جراء تدهور كبير في الصحة العقلية لـ”الإسرائيليين”، موضحة أن “هذه الرسالة جاءت بسبب انتشار الأمراض النفسية منذ السابع من تشرين الأول الماضي، التي أصابت الجنود الإسرائيليين، ما دفعت بعضهم إلى إطلاق النار على زملائهم كما حصل منذ أيام”.
وذكرت الرسالة أن “أحداث طوفان الأقصى ستضيف لمن يحتاجون إلى العلاج النفسي 300 ألف شخص جديد، أما مَن سيعودون من القتال في غزة، فلا يعرف حتى الآن عدد الذين سيعانون منهم من المشاكل النفسية”.
بدورها، نشرت سابقاً وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية تقريراً، أضاءت فيه على الإعاقات الدائمة لجنود الاحتلال الذين أُصيبوا بمعارك القطاع، والتي بلغت الآلاف، مشيرة إلى أن هذه الأعداد آخذة في التزايد مع استمرار الحرب.
ونقلت الوكالة عن رئيس منظمة المحاربين القدامى المعاقين “إيدان كليمان” قوله: “لم يسبق لي أن رأيت كثافة للإصابات مثل هذه”، مضيفاً: “علينا إعادة تأهيل هؤلاء الأشخاص”.
وأكدت “وزارة الجيش الإسرائيلية”: “إن ما يقرب من 3 آلاف جندي إسرائيلي أصيبوا منذ 7 تشرين الأول الماضي، بينهم 900 أصيبوا منذ أن بدأت إسرائيل عدوانها البري على غزة في أواخر تشرين الأول”.