أثر برس

خطوة باتجاه التجهيز للتقارب التركي-السوري.. رحمون لـ”أثر”: إغلاق “وتد” في إدلب هو قرار تركي

by Athr Press Z

خاص|| أثر برس أصدرت شركة المحروقات في إدلب “وتد” التابعة لـ”هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)” قرار أعلنت فيه أنها أوقفت عملها بشكل كامل في ريف إدلب الواقع تحت سيطرة “الهيئة” اعتباراً من اليوم السبت دون توضيح الأسباب.

وأفادت الشركة في بيانها بأن توقفها جاء بسبب عدم قبول شروط الترخيص التي فرضتها عليها “هيئه تحرير الشام” بالإضافه لترخيص 6 شركات لتوريد النفط وهي شركه “السلام وشركه الرحمه والاتحاد والعالميه والعربية”.

وفي هذا الصدد أفاد المتحدث باسم المصالحة السورية عمر رحمون، في حديث لـ”أثر” بأن ما حصل هو قرار تركي، جاء بعد الخلافات والاشتباكات التي حصلت مؤخراً بين فصائل تركيا المنضوية ضمن “الجيش الوطني” و”هيئة تحرير الشام”، حيث قطع فصيل “الفيلق الثالث” التابع لتركيا الطريق لمعبر باب الهوى الذي يصل النفط  عبره من شرق الفرات باتجاه إدلب، مشيراً إلى أن هذه الخطوة خلقت توجسّاً لدى “الهيئة” لتقوم تركيا فيما بعد بتجميد أصول شركة “وتد” في كل البنوك التركية ومنع أي تعامل معها.

وفيما يتعلق بخلفيات هذه الخطوة التركية، أكد رحمون أن هذه الخطوة تعتبر نوع من أنواع التجهيز للتقارب التركي-السوري، موضحاً أن “المصالحة السورية-التركية بحاجة لأن يتم وقف العمل مع هذه المنظمات الإرهابية وتقييد حركتها وتجميد أموالها”.

وفي الوقت ذاته، لم ينفِ رحمون وجود علاقات جيدة بين تركيا و”الهيئة” موضحاً أنه “في المدى القريب ليست من مصلحة تركيا خنق هيئة تحرير الشام والضغط عليها، لكن الأمن القومي التركي هذه المرحلة اقتضى فتح خط مع الدولة السورية لأن الخطر على تركيا قادم من قسد وتطويق مشروع الأخيرة يكون بفتح خط مع الدولة السورية الأمر الذي لا يمكن أن يحصل بوجود النصرة والإخوان في إدلب” مبيّناً أن “هناك مصالح صغرى ومصالح كبرى، والمصالح الصغرى لتركيا هي مع النصرة، لكن في نهاية المطاف المصلحة التركية الكبرى هي مع الدولة السورية وفتح الخط مع دمشق يقتضي إلغاء القنوات مع الإرهابيين”.

يشار إلى أنه بعد دخول “هيئة تحرير الشام” إلى ريف حلب الشمالي، أجمعت معظم التحليلات بما فيها التركية على أن ما حصل هو مخطط تركي أتاح لـ”الجولاني” توسيع مناطق سيطرته، ليتم فيما الإعلان عن خروج “الهيئة” بوساطة من أنقرة، وبهدف إزالة التهمة عن تركيا جهدت الصحف التركية بنشر التقارير التي توضح المشهد بحسب الرؤية التي ترغبها تركيا، وفي هذا الصدد نشرت صحيفة “حرييت” التركية قبل أيام مقالاً قالت فيه: “إن حقيقة قدرة هيئة تحرير الشام على إظهار قوتها من خلال دخول منطقة عمليات القوات المسلحة التركية هي مسألة تحتاج إلى توضيح، وموضوع كيف دخل التنظيم إلى هذه المنطقة على الرغم من وجود تركيا كان موضوع تكهنات وتعليقات كثيرة في الأوساط التي تراقب سوريا في الأيام التي تركناها وراءنا” ونقلت عن الخبير التركي سرحات أركمن، تأكيده على أن من جملة الأسباب التي دفعت “الهيئة” للتوجه إلى عفرين هو “الصراع اللامتناهي على السلطة داخل الجيش الوطني السوري، فالجيش الوطني السوري يضم العديد من الجماعات المختلفة عن بعضها ولديها مطامع قيادية ونزاعات قبلية واختلافات اقتصادية واجتماعية، وعداوات ناشئة عن تقاسم الغنائم منذ سنوات، والعامل الثاني يكمن في أن هيئة تحرير الشام تشعر بأنها مضطرة للتوسع والسيطرة على المزيد من المناطق من أجل الحفاظ على بقائها.. واقتصادياً هي بحاجة للسيطرة على مناطق مثل عفرين والأعزاز والباب”، موضحاً أن “الصيغة الوحيدة التي يمكن أن تنقذ هيئة تحرير الشام هي تغيير اسمها، وتحويل وجهتها إلى الشمال والشرق إلى مناطق لا تعطيها دمشق وموسكو أهمية من الدرجة الأولى”.

زهراء سرحان 

اقرأ أيضاً