أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن “حلف الناتو” يريد إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، ليسيطر على منشآتها النووية، مشدداً على أنه من المستحيل هزيمة روسيا في ساحة المعركة، وسنتعامل بالشكل المناسب حيال تحويل الصراع إلى مواجهة عالمية.
وأعلن الرئيس الروسي خلال خطاب سنوي أمام الجمعية الفيدرالية الروسية، اليوم الثلاثاء، عن تعليق مشاركة موسكو في معاهدة الأسلحة الاستراتيجية والهجومية “نيو ستارت”، وهي آخر معاهدة لضبط الأسلحة بين أكبر دولتين نوويتين في العالم، روسيا والولايات المتحدة، وفقاً لما نقلته وكالة “سبوتنيك” الروسية.
وأضاف بوتين، “أكرر روسيا غير منسحبة من المعاهدة، لكنها تعلق مشاركتها، كما سوف تأخذ في الاعتبار القدرة الهجومية لدول مثل فرنسا وبريطانيا.. لا ينبغي أن يتوهم أحد أنه من الممكن انتهاك التكافؤ الاستراتيجي العالمي”، لافتاً إلى أنه “إذا قامت الولايات المتحدة بإجراء تجارب نووية، فنحن سنقوم بالمثل”.
من جهته، علّق وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، على قرار الرئيس الروسي، قائلاً: “إنه حدث غير مسؤول”، في حين قال مستشار الأمن القومي جايك ساليفان للصحافيين: “لا أحد يهاجم روسيا، هناك نوع من السخافة في فكرة أنّ روسيا كانت تتعرّض لشكل من أشكال التهديد العسكري من أوكرانيا أو من أي جانب آخر”، وفقاً لما نقلته قناة “الحرة” الأمريكية.
ما هي معاهدة “نيو ستارت”؟
تُعد معاهدة “نيو ستارت” امتداداً لمعاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية والهجومية “ستارت ـ 1” الموقعة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي عام 1991 في موسكو.
وكان قد وقع المعاهدة المعروفة أيضاً باسم “ستارت – 3”، الرئيسان، الروسي السابق دميتري ميدفيديف، والأمريكي الأسبق باراك أوباما، في 8 نيسان 2010 في العاصمة التشيكية براغ.
وعرفت تلك المعاهد رسيماً باسم “المعاهدة المبرمة بين الولايات المتحدة والاتحاد الروسي بشأن تدابير زيادة خفض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية والحد منها”.
وكانت تلك الاتفاقية هي آخر معاهدة عسكرية متبقية بين الروس والأمريكيين، وآخر اتفاق تمكّن الجانبان من الاتفاق على تمديده بعد انسحابهما في 2019 من معاهدة الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى، وانسحاب واشنطن من اتفاقية “الأجواء المفتوحة” للمراقبة.
ونصت المعاهدة على تقليص عدد الرؤوس الحربية النووية لدى كل من روسيا والولايات المتحدة إلى 1550، والصواريخ البالستية العابرة للقارات، والصواريخ البالستية التي تطلق من الغواصات والقاذفات الثقيلة إلى 700 قطعة.
كما نصت على تخفيض عدد منصات الإطلاق والقاذفات الثقيلة إلى 800 قطعة، وذلك خلال سبع سنوات بعد دخول المعاهدة حيز التنفيذ.
وأصرّ الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق دونالد ترامب، على إشراك الصين في المفاوضات وانضمامها إلى المعاهدة، غير أنه لم ينجح في ذلك، والتزم الأمريكيون والروس بالحدود القصوى للمعاهدة بحلول عام 2018، وفقاً لما نقله موقع “وزارة الخارجية الأمريكية”.
أثر برس