خاص|| أثر برس عُقدت اليوم ورشة عمل حوارية تحت عنوان (التغيّرات المناخية.. التحديات وسبل مواجهتها) بالتعاون بين وزارات الموارد المائية؛ الزراعة والإصلاح الزراعي؛ الإدارة المحلية والبيئة وتحت رعاية رئيس مجلس الوزراء.
وتحدث وزير الموارد المائية حسين مخلوف خلال الورشة التي حضرتها مراسلة “أثر برس” عن التغيير المناخي المتسارع، مبيناً أنه “يُشكل التحدي الأكبر؛ من حيث آثاره المباشرة على الأرض ومواردها التي تشكل الخطر الأكبر؛ وسبل المواجهة للتخفيف والتكيّف باعتبارها تمثل الهدف الأسمى”.
وقال مخلوف: “الظواهر المناخية المتطرفة التي كانت نادرة أصبحت اليوم مألوفة مثل موجات الحرارة الشديدة وانحباس الأمطار أو الهطول بشدات مطرية عالية تسبب الفيضانات؛ بالإضافة لازدياد تواتر التنين البحري وانحسار الغطاء الثلجي”؛ لافتاً إلى أن ظهور موجات حر وجفاف بغير مكانها يسبب “تدهور وتصحر للأراضي يطال 40% من اليابسة؛ وكل ذلك يتسارع ويتوسع ويسبب فقدان إنتاجية التربة وضعف الغطاء النباتي”.
بدوره، معاون وزير الإدارة المحلية معتز دوجي تحدث عن أثر التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي والموارد المائية والبيئة، حيث أشار إلى أن “عدم انتظام توزع الهطول المطري ونقصه يؤثران سلباً على الأمن المائي وأمن الطاقة والأمن الغذائي وذلك نتيجة لتواتره وشدته ومدته وتالياً نتيجة لتغير المناخ”.
وبين دوجي خلال الورشة التي حضرتها مراسلة “أثر” أن القمح يشكل 60% من المحاصيل الشتوية؛ بينما يشكل الزيتون 65% من مساحة الأشجار المثمرة.
ومن خلال دراسة “تأشيرية” عرضها معاون وزير الإدارة المحلية لتأثير المتغيرات المناخية (كل من متوسط الهطول المطري السنوي والمتوسط السنوي لدرجات الحرارة على إنتاجية المحاصيل البعلية) بيّن أن تأثير هذه العوامل وصل إلى: “6.27 على محصول القمح، 6.29 على محصول الشعير، 3.19 على محصول البطاطا، 5.9 على محصول الحمص، 9.4 على محصول العدس”، مضيفاً: “بالتالي هناك اتجاه متزايد لهذا التأثير في السنوات الأخيرة نتيجة تزايد حدة وتكرارية حدوث السنوات الجافة وارتفاع الحرارة”.
وفيما يخص التغيرات المناخية على الغابات قال دوجي: “نتيجة الظروف المناخية المناسبة للحرائق فقد ازداد معدل هذه الحرائق الذي أثر سلباً بدوره على مخزون الكربون وكذلك التنوع الحيوي وانجراف التربة وسبل العيش”.
وكشف دوجي خلال الورشة عن أثر التغيرات المناخية التي طرأت على البادية السورية، موضحاً أن الغالبية العظمى من أراضي المراعي الطبيعية في البادية تدهورت؛ فضلاً عن تدهور التنوع الحيوي، فيما حدث تدني كبير في الحمولة الرعوية والذي أثر سلباً على الإنتاج الحيواني، متابعاً: “كذلك انجرفت التربة وزادت العواصف الترابية وتشكلت الكثبان الرملية في بعض المناطق؛ حيث وصل التدهور في الغطاء النباتي إلى مراحل متقدمة جداً في بعض مناطق البادية، على سبيل المثال: أصبحت الجبال وأراضي البادية خالية تقريباً من النباتات (الأوجية) التي كانت سائدة مثل البطم الأطلسي؛ اللوز الشرقي؛ الكمثرى السورية”.
من جانبه، معاون وزير الموارد المائية جهاد كنعان تحدث خلال الورشة التي حضرتها مراسلة “أثر” عن واقع الموارد المائية في سوريا، حيث ذكر أن المتجدد الوطني المائي في سوريا يبلغ حوالي 2.16 مليار متر مكعب سنوياً، وحصة الفرد أقل من 700 متر مكعب سنوياً، لافتاً إلى أن الاستخدامات الرئيسية المائية في سوريا تتوزع بين الزراعة والشرب والصناعة وتقدر بـ 88%.
وختم معاون وزير الموارد المائية جهاد كنعان كلامه قائلاً: “نتيجة لتنامي احتياجات التنمية فقد بلغ الاستهلاك حوالي 7.17 مليار متر مكعب متجاوزاً المتجدد السنوي ومتسبباً بعجز في الميزان المائي وصل إلى حدود 5.1 مليار متر مكعب سنوياً على المستوى الوطني”.
دينا عبد ــ دمشق