في ظل التطورات التي تعيشها الدولة السورية من الناحية السياسية بعد الأحداث الميدانية الأخيرة خصوصاً على الجبهة الجنوبية في سوريا، أعلنت الوكالة السورية الرسمية للأنباء “سانا” عن زيارة قام بها رئيس مكتب الأمن الوطني في سوريا اللواء علي المملوك، إلى مصر بدعوى من الوزير المصري عباس كامل، بالتزامن مع الحديث عن انفتاح سوريا من جديد على البلدان العربية.
فأشارت صحيفة “العرب” اللندنية إلى:
“تأتي زيارة مملوك في وقت تتواتر فيه أنباء عن مساع عربية تشارك فيها مصر لإعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وفي شق منها قد تكون على علاقة وثيقة بالانسحاب الأميركي من سوريا، وتهديدات تركيا باجتياح شرق الفرات”.
وجاء في “الأخبار” اللبنانية:
“الدور المصري في الملفات السورية تطوّر في الفترة الأخيرة بشكل لافت، إذ لعبت القاهرة دور الوساطة في التوصل لاتفاقات خفض التصعيد في قطاع من الغوطة الشرقية وفي ريف حمص الشمالي، ويأتي الإعلان عن هذه الزيارة لمملوك في وقت فتح فيه قرار البيت الأبيض الأخير بسحب القوات الأميركية من سوريا، الرهانات على مصير المنطقة الشرقية، والتي تتمتع مصر مع حلفائها من الدول العربية، بعلاقات جيدة بعدد من القوى الناشطة فيها”.
في حين كشفت صحيفة “الوطن” السورية عن حقائق جديدة حول كواليس هذه الزيارة، فنشرت:
” أكدت مصادر دبلوماسية مطلعة فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن زيارة اللواء مملوك أتت في سياق إعادة توحيد الصف العربي لمواجهة التحديات القادمة على مختلف المستويات، وأنه سيليها زيارة من الجانب المصري إلى دمشق، وأن هدف البلدين إعادة تفعيل العلاقات السورية المصرية أولاً، والعلاقات العربية عموماً، وخصوصاً أن لمصر دور كبير تلعبه في هذا السياق”.
يبدو أن زيارة اللواء علي مملوك إلى مصر، تشير إلى مرحلة جديدة مقبلة عليها الدولة السورية من ناحية الانفتاح على الدول العربية من جديد، بعد العزلة التي فُرضت عليها بسبب الحرب، خصوصاً بعد زيارة الرئيس السوداني عمر البشير الأخيرة إليها، وورود أنباء عن نية نظيره العراقي بزيارة البلاد بعده، إضافة إلى حديث مسؤولين إماراتيين عن رغبتهم بإعادة فتح سفارتها من جديد في سوريا.